أكد أستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور محمد سعيد ربيع أن تدريسه في جامعة وارسو كشف له حقيقة طلاب العلم واستعرض جانباً من تجربته البولندية ضمن برنامج فوانيس الباحة موضحاً أن الحرص على الوقت والمعلومة والحضور والنقاش لازمة من لوازم التعليم في بولندا بخلاف التفلت والاهمال واللامبالاة في طلاب البلاد العربية، مشيراً إلى أنه كان يتحرج من التأخر عن محاضرته ثانية واحدة بحكم التزام طلابه وطالباته.
وعدّ نظام التعليم في الوطن العربي استهلاكياً مستعيداً المفارقة بين مجموع الطالب نهاية المرحلة الثانوية وبين نسبته في اختبار القدرات.
وانتقد ربيع ظاهرة التكالب على الألقاب العلمية والاجتماعية كون اللقب يتحول إلى عبء على صاحبه، وذهب إلى أن التهافت على نيل ( الدال ) تفاهة كون التعليم مقدساً بحكم ما يمنح الإنسان من معرفة يتجاوز بها معارفه السابقة ويبني من خلالها وعياً متقدماً، وحذر من خطورة القراءات الضالة التي يمكن أن تدمر الإنسان ولا تمنحه فرصة ليتحرك من موقعه.
وعدّ تجربة ومنجز الناقد علي الشدوي تبزّ منجز أكثر الأكاديميين على مستوى النقد والفكر والسرد، ولفت إلى أن كبار المفكرين والفلاسفة الراحلين والمعاصرين لم يحملوا لقب الدكتور وكانوا فيه من الزاهدين.
وكشف عن ضرورة الخلاص من تحويل حوار الأفكار إلى صراع غالب ومغلوب. مؤكداً أهمية تأصيل مفردات ( ربما، إلى حد ما ، محتمل ) نظراً لنسبية المعرفة.
وأبدى الدكتور ربيع سعادته بتأسيس موقع يضم 33ألف مصدراً في اللغة والأدب و7 آلاف رسالة علمية، و5 آلاف بحثاً.
وعدّ تجربته مع تعلم اللغة الانجليزية بجهود ذاتية شيقة ومشقية إلا أنه أجهد نفسه بحفظ المصطلحات الطبية ليتعاون مع مستشفى الملك فهد بالباحة مترجماً قبل خمسة وثلاثين عاماً.
وعزا متاعبه في أول خروج له من منطقة الباحة إلى الطائف في التسعينات الهجرية إلى لمبات النيون التي أثرت على نظره بحكم أنه لم يكن يعرف سوى الاتريك والفانوس، وحكى قصة اختناقه بقارورة البيبسي.
وشهدت الأمسية التي نفذتها جمعية الثقافة والفنون بالتعاون مع مجلس شباب الباحة عدداً من المداخلات والحوارات حول التجربة الصحفية والكتابة في الشأن العام.