ليلة شتاءٍ و جمعٌ عاشقٌ للشعر .. و مبنى ضيق بفرع جمعية الثقافة و الفنون بالباحة ، واسعٌ بفكر رجاله ، أنيقٌ بطموح كل المنتسبين إليه. و افتتاحيةٌ بلغةٍ راقية من الدكتور الرباعي الذي رحب بالشاعر عبدالواحد الزهراني في أمسيته التي أُفتتحت بقصيدةٍ تزينت أحرفها بحب الوطن و الولاء لقادته.
ثم تستمر تلك الألحان و ذلك الحب بصوت شجي و أفكارٍ رائعة تشخص الواقع و تحمل هموم الوطن و المجتمع.. إلى أن وصل وكيل الأمارة عقاب بن صقر اللويحق كمتذوقٍ للشعر مشيداً بكفاءة ابن الباحة في شتى الميادين، و معززاً لمثل هذه الأمسيات بشكلٍ أوسع و دعمٍ أكبر.
تبدأ المداخلات الواعية و الطلبات بعد ذلك لمجموعةٍ من القصائد التي ارتبطت بمناسباتٍ خالدةٍ و ذكرياتٍ في ذاكرةِ عشاق عبدالواحد.
ليأتي الاتهام من أحد النقاد بأن عبدالواحد شاعرٌ متعصب و عنصري ، فيجيب بكل وضوح بأن الله تعالى قال ( و جعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا) و بقاء هذه القبائل باقٍ مع بقاء هذه الآية، و أن عنصريته كما أجاب أنها تخرج من دائرة ضيقة و هي القرية إلى الدائرة الكبيرة قليلا للباحة ليكون متعصباً حتى النخاع.
ثم الدائرة الأكبر و هي التعصب للوطن الذي لا أحد يساومه على حبه وولائه ، لتستمر جولات الشعر المتنوع بين الشعر العامي و شعر العرضة و المجالسي .. الذي وصفه أحد الحاضرين بأن عرْضَهُ بهذه الطريقة خطأٌ فاضح من شاعرٍ كبير هو حامل لواء هذا التراث و ناقله للجيل القادم ( حيث أنه لابد أن تكون القصيدة بدع و رد) و قد اتفق أبو متعب معه في هذا الرأي و برر له بضيق الوقت و صعوبة قراءة كل القصائد بدعا و ردا.
و من منتصف الطريق و زواية العتب انسحب مجموعةٌ من الأدباء المعروفين في المنطقة احتجاجاً على عدم وجود شكل واضح لهذه الأمسية ، أو جسد حقيقي لتفاصيل اللقاء، و طريقة إدارته.
ليتجلى بعدها شاعرٌ من ذوي الاحتياجات الخاصة بقصيدةٍ أجبرت الشاعر الكبير عبدالواحد أن يتفاعل معها و يرددها و يرد عليها في جو من الإيمان بأهمية الاعتناء بهذه الفئة الغالية علينا و أنهم جزءٌ مبدع من هذا الوطن.
ويستمر دفء تلك الكلمات في قوالب شعرية مختلفة من شاعرٍ متمرس عاش في بيت شعر و أعلى مقامه.
تغرب بعدها آخر دقائق اللقاء بشفق أحمر و أمنيةٍ غالية من شاعرنا الكبير بأن تتوحد الجهود بين النادي الأدبي و جمعية الثقافة و الفنون لبناء حراكٍ ثقافيّ مختلف و استحداث مرافيء مجمتعيةٍ و ثقافيةٍ جديدة .. تواكب جمال الباحة.. إنساناً و مكانا.
1 comment
1 ping
الواثق
19/12/2018 at 6:27 م[3] Link to this comment
روووعه و اسلوب مشيق و عذب