سلام عليك ياموطنا تفوح ذكراه الثامنة والثمانون عبر الأجواء .. وتحويه قيادة عظيمة من كل الأنحاء .. وتجوبه حمائم السلام صبح مساء .. وتتساقط أمام عظمته أقنعة الأعداء .. وتؤمه قلوب الحيارى والعظماء.. وترنو نواظر أبنائه نحو رؤية عصماء .. يجنون ثمارها عزا ومجدا وبناء .
ياموطنا في انبلاج فجر يومك انبلاج للأمل , وفي امتداد شعاع شمسك على رقعته انطلاق نحو العمل , وفي استدارة شمسك في رابعة النهار استدارة لساعات النماء , وفي انعطاف شمسك نحو الزوال زوال لكل الهموم ..
ياموطنا على هامات جباله ارتدت سهام المغرضين نحو نحورهم .. ومن أخمص رماله تخضبت سواعد أبنائه ففجروا منابع خيراتك ..
في شمالك الغربي ومضة تكبر .. وفي سواحلك الغربية شعلة توقد .. وفي جنوبي عاصمتك جذوة تشعل ..
على هضبتك الوسطى ارتكز المجد منذ فجره المئوي .. ومن شرقك الثري انسكبت موارد التشييد والاعمار .. وبين ساحليك لؤلؤتان تضيئان مابين المشرقين , قبلة للحيارى ومنارة للسالكين ..
بحرير علمك سجينا الأغرار وأودعناهم ثراك .. وبأقطان رخائك ضمدنا جرحاهم فهاهي أرواحهم تعلو نحو سماك .. وبحنان قيادتك رعينا أسرهم هناك ..
لمستقبلك طريق تحفه رؤية .. صيغت بحكمة وروية .. على كفتيها كل أبنائك سوية .
ياوطن : ماذا عساني أن المس ؟ هل ألمس المشاعر التي تنسكب من القلوب ؟ أم ألآمس الجراح التي ضمدت في أرجاء المعمورة ؟ أم أبقي يدي على قلبي أتلمس نبضاته الخافقة نحوك ؟
أبقاك الله ذخرا وعزا ...
توفيق محمد غنام