بجهود واضحة وملموسة سعت وتسعى أمانة مدينة الرياض لتكون الرياض جوهرةً للصحراء وتعدت هذا المفهوم إلى مضامين اخرى تحوي الجوهر في التوازن البيئي لتكون خالية من اي اضرار قد تصيب الانسان وفقا لأنظمة وسلامة البيئة وصحتها من التلوث كما هو في أحدث البلدان المتقدمة في العالم , وقد اتخذت شعارا لها طوال السنوات الماضية تحت اسم الرياض النظيفة , هذه الجهود تحسب للأمانة ولكافة كادرها المؤقر في ظل القيادة الرشيدة وفقها الله , إلا أنه في الآونة الاخيرة وتحديدا منذ اسبوعين يعاني سكان جنوب الرياض وخصوصا الاحياء المحاذية لطريق الخرج في الاتجاهين من سحب سوداء كثيفة جراء حرق مخلفات مصنعة من مواد بلاستيكية وبترولية ينتج عنها عادم اسود كثيف يتصاعد بعلو ومع تغير الاجواء ترخي في ارجاء الاحياء المجاورة بما فيها قاعدة الملك سلمان للإسناد البحري ,ومع كل صباح يشاهد السكان سحب سوداء مع روائح نتنة كريهة جراء انبعاثات الحريق المستمر لتلك المواد الامر الذي زاد من حالات ضيق التنفس للسكان والتحسس في الجهاز التنفسي وارتفاع حالات الربو بين الاطفال وكبار السن وقد سجلت حالات عدة في عيادة القاعدة مما استدعى الى نقل البعض الاخر الى المستشفى الرئيسي نظرا لسوء الحالة والتغيرات الطارئة لكل حالة , ولكون هذا الامر خطير على الصحة العامة والبيئة فان الاصوات تتعالى من الجميع الى معالجة الوضع بسرعة قبل تفاقمه مما قد يصعب التعامل معه وعلاجه لاسيما بعد تفشي الامراض جراء التلوث البيئي الناتج عن حرق تلك المواد الخطيرة ,
مما حدى بالمسؤولين عن القاعدة بالتحرك لحماية الساكنين والعاملين بالقاعدة علماً بأن هذا من اختصاص أمانة الرياض التي كان عليها التحرك من اول بلاغ يردها وألا يترك الأمر كل هاذه الفترة الجدير بالذكر ان هذا الامر يقف وراءه عمالة سائبة لا تدرك مخاطر ما تقوم به , ولذا فان المناشدات من السكان للأمانة بسرعة المعالجة مع محاسبة المتسبب في هذا الأمر ومن يقف ورائهم والاشراف الميداني عل تلك المحارق وهل هي تحمل الصفة القانونية وتصاريح وتراخيص تخولها القيام بتلك الاعمال .
اخيرا وحسب المواصفات العالمية التي ينشد من خلالها الصحة العامة وسلامة البيئة فان التخلص من النفيات الصلبة يكون له معايير معينة الى جانب انها تكون بعيدة عن المدن والمناطق السكنية مع اشراف ميداني يضمن السلامة والصحة البيئية .
عبدالله عيسى آل مسفر الزهراني
أخصائي طب طوارئ