كثيرا ما لجأ الناس إلى الخرافات لتفسير ظواهر احتاروا فيها، ومع التكرار والتواتر تضاف إليها إضافات هنا وهناك، تبعا لتباعد زمن نشأتها وحتى وصولها إلينا.
وفي حي العمارية القديم بجدة، تنتصب مقبرة «أمنا حواء»، وهي المقبرة الأقدم في جدة، وقد ربط العامة بينها وبين أم البشر حواء، وادّعوا أنها تحوي رفاة أم البشر حواء المدفونة هناك، حسب اعتقادهم، ومنها أخذت المقبرة اسمها.
وينفي المؤرخ الدكتور منصور الدعجاني أن تكون أمنا حواء قد دفنت في جدة، ويقول «كل الروايات التي تربط مقبرة حي العمارية برفاة أم البشر حواء، لا تملك دليلا ثابتا على صحتها، وليس هناك نص صريح عن الرسول عليه الصلاة السلام أو أحد صحابته رضوان الله عليهم.
وأيضاً ذكر الرحالة محمد لبيب البشنوني وصف قبر أمنا حواء قائلاً: انه في مدافن المسلمين بجدة قبر طويل يبلغ (150) متراً على ارتفاع متر وعرض ثلاثة أمتار وهو ما يسمونه قبر أمنا حواء وقد أقيمت عليه معالم تبين مكان الرأس والقدمين آن ذلك الوقت. مما أدى الإعتقاد بأن ذلك القبر الذي كانت عليه قبة هو قبر أمنا حواء إلى قيام العديد من الأهالي والحجاج بارتياد الموقع للزيارة والتبرك، حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري.. وعندما رأى الملك عبد العزيز يرحمه الله ذلك الجهل و،، الخزعبلات،، التي تتعارض مع الدين والتي أصبح البسطاء من الناس يقومون بها دون وعي وفهم لمخالفتها للدين الإسلامي والشرع العظيم الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم أمر عندها الملك عبد العزيز بهدم وإزالة ذلك القبر والقبة لتصحيح معتقدات الناس وتخليصها من البدع والجهل الذي يمارسه البسطاء آنذاك،ولله الحمد لازالت المقبرة قائمة ومستمرة في استقبال ودفن الموتى حتى اليوم.
والغريب في الموضوع الآن وهذ سبب كتابة مقالي.. أن شركات السياحة تحضر بشكل يومي بالمعتمرين والحجاج من أجل زيارة مقبرة أمنا حواء، ما يتسبب في زحام خانق في الحي وخاصة اذا كانت هناك دفنت فيصبح المكان مكتظا لعدم وجود مواقف خاصة بالمقبرة تكفي المركبات الكبيرة كالباصات ومركبات النقل المختلفة.
سؤالي الآن هو:هل في برامج وجدولة العمرة لدي المكاتب أحد برامج زيارة مقبرة أمنا حواء فإذا الجواب كان بلا؟ فلماذ هذه السيارات والباصات من قبل المكاتب، فاقول حتى ولو طُلب من المعتمرين أو الزائرين إضافة زيارة مقبرة أمنا حواء من ضمن قائمة الزيارات السياحية ارجو من المكاتب شرح ذلك بأن لا احد يعلم أين مقبرة أمنا حواء وان هناك خلاف كبير في ذلك فيجب التعاون على البر والتقوى ومنع هذا الاعتقاد، ومايسببه من ازدحام على بوابة المقبرة من رجال ونساء هناك من نساء الجنسيات الاسوية وغيرها تحاول الدخول باي حال من الأحوال ولو لا العاملين هناك على البوابة لحصل مالايحمد عقباه والمشكلة الكبري في كل باص مرشد سياحي يشرح لهم، من اين لك عزيزي المرشد بان هو هذا قبر امنا حواء، وانا في مقالي هذا مناشدا المسؤول المختص بشؤون المقابر، حبذا لو تزاح اللوحة المكتوب عليها مقبرة حوا اقلها ليكون نوعاً ما من التقليل الاعتقاد بانه قبر امنا حواء وأيضاً توعية الزائرين بوجود موظفين من الجهات المختصة تكون بجوار هذه الآثار لتوعية الناس وتنبيههم إلى ما يصح وما لا يصح.
والاعتقادات كثيرة ومضحكة ومنها كما يعتقد البعض منهم ان وجود الدراجة الكبيرة *بميدان الدراجة* بأنها لأبونا ادم فيصلون تحتها فيا عجب العجاب وانا لا انكر بان هناك جهود جبارة لمحاربة هذه الاعتقادات والزيارات التي لا لها اصل ولافصل،
وأخيراً : على قول أحد سكاني حي العمارية أن المقبرة إن كان فيها قبر أمنا حواء أو لم يكن كذلك فإنه لا يشكل فرقا كبيرا بالنسبة للزائرين والسائحين؛ لأنهم يحضرون للمقبرة على مدار السنة وخاصة في شهر رمضان وشهر الحج، لأنهما موسما عمرة وحج، ويستحيل أن يقتنع الزائرون بعدم زيارة المقبرة، بل يعتبرون ذلك واجبا حين وصولهم لأرض المملكة حسب معتقداتهم، ولا يستطيعون العودة إلى بلدانهم دون زيارة المقبرة فهل من توعيةً لهم بهذا الامر المهم، اللهُم أهدي ضال المسلمين وجنبنا جميع الفتن ماظهر منها وما بطن آمين يارب العالمين.
2 comments
2 pings
ابوخالد
25/05/2024 at 3:05 م[3] Link to this comment
هنا ياتي دور الدعاة الى الحق في الخارج في بلدانهم وفي الداخل بتوعية هؤلاء الزائرين وان كان قبر امنا حواء في هذه المقبرة من اين اتو بفضل الزيارة لها ولم يثبت فضل في هذه الزيارة وهنا يترتب على مكاتب الطوافة للحج والعمرة ان يجلبو من اهل العلم بلغات هؤلاء العجم من اهل السنة ويبنو لهم طريق الحق
ماجد العيدي
25/05/2024 at 7:25 م[3] Link to this comment
جزاكم الله خيرا على الايضاح والتوضيح.. لكن الإنسان يهوى الأشياء الغريبه والأخبار التاريخيه ويتعلق فيها حتى لو لم تستند إلى توثيق ونص صريح معتمد.
الجهود المباركة التي عملتها الدولة حفظها الله بتوجيهات من أهل العلم تذكر فتشكر نصحا لّله ولكتابة وسنة صلى الله عليه وآله وسلم.