الدّنيا أيام وليالٍ نعيشها وعمراً طويلاً، ولكنّ العمر مهما طال فإنّه لن يستمرّ، ومهما تمتّعنا وسعدنا بها أو شقينا فإنّ الدّنيا زائلة لا تدوم لغنيٍّ أو لفقير، فالكلّ في هذه الدّنيا مُسافرون، لذلك يجب أن نفهم غاية وجودنا في هذه الدنيا لنعيش بسعادة وننعم بالرّضى، فهذه البداية بدأت بها لأن،
عندي مقولة أكثر من أربعون سنة كنت ولازلت أرددها وهي،، الدنيا للجميع والآخرة للمطيع،، ولكن الآن بفضل من الله عندما توسع الفكر الإيماني والثقافي أريد أن أعبر في مقالي بها.
فأقول.. نحن نشاهد في هذه الأرض أفراداً وأمماً تعمل وتكدح لهذه الدنيا وتنال جزاءها فيها، ولدنياها وهذه سنة الله في هذه الأرض، وهؤلاء يمكن أن يعملوا نفس ما عملوه، ونفوسهم وقلوبهم تتطلع إلى الآخرة، وتراقب الله في الكسب والمتاع، فينالوا زينة الحياة الدنيا لا يبخسون منها شيئاً، وينالوا كذلك متاع الحياة الأخرى بإذنه تعالى، وبذلك يربط بين الدنيا والعمل بالآخرة لإن الآخرة هيا مبتغانا ولذلك، الذي يريد الآخرة فلا بدّ أن يسعى لها سعيها، فيؤدي تكاليفها، ويقيم سعيه لها على الإيمان، ثم يلقى التكريم في الآخرة، جزاء السعي الكريم في الدنيا: [وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا] إذاً الدنيا مكان للطاعات، ومهبط الرسالات، وزمان الأعمال الصالحة، وفيها بيوت الله، ومواطن الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفيها ساحات الجد والإجتهاد والمثابرة .. وفيها الآيات الدالة على عظمة الله وقدرته من سماء وأرض، وجبال وبحار، ونبات وحيوان، وإنس وجان، وليل ونهار، وحياة وموت، وجميع ما على وجه الأرض جعله الله زينة لهذه الدار فتنة للناس واختباراً من مآكل لذيذة، ومشارب مختلفة، وملابس طيبة، ومياه وبحار، وزروع وأشجار وثمار، ورياض وأزهار، وذهب وفضة، وخيل وإبل ونحو ذلك كما قال سبحانه: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}
وأخيراً ملخص مقولتي الدنيا للجميع والآخر للمطيع هي:الدنيا لها وظيفة.. والآخرة لها وظيفة.فالدنيا دار الإيمان والعمل، والآخرة دار الثواب والعقاب.
والدنيا صغيرة ناقصة، والآخرة كبيرة كاملة، فيها كمال النعيم وكمال العذاب، والدنيا فانية زائلة.. والآخرة دائمة باقية، والدنيا مكان اجتماع الخلق كلهم المؤمن والكافر، والمطيع والعاصي، أما في الآخرة فيتفرقون، المؤمنون في الجنة، والكفار والعصاة في النار: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ} فاسأل الله أن يجمعنا وياكم في مستقر رحمته متأخين ومتحابين بين يدي الله.
همسة
أملك من الدنيا ماشئت ...
لكن ستخرج منها كما جئت !!