أكيد غيرت زيت ؟ لحظة لا يروح فكرك بعيد ! ثم تحليل وتقرأ وتعيد ؟ !! ..
حتى وأنا أهِمُ لكتابة الموضوع سألت نفسي ماهذا العنوان وما الرابط ؟
سؤالي ليس فقط لأجل جذبك لقراءة الموضوع ، لقناعتي أننا لانقرأ كثيراً ، ولو الرسائل القصيرة ، سواء التي ننتظرها أو الواجب قراتها مثل ( تم ايداع.. ) أو (عزيزي العميل ) ، وأنا أحد هؤلاء الأشخاص ، وكثير أعرفهم . ومع ذلك تجدني أكتب لعل يوماً يأتي أحدٌ ويقرأ ، لأن الكتابة تريح القلب أحياناً ، وتخفف عن ثقل النفس أحياناً ، وتفرغ مساحة في العقل المترع بالتفكير .
لنعد إلى موضوع "ملك الحفرة " وهي ( حفرة البنشري) وغيار الزيت ( زيت السيارة ) ، حيث لفت انتباهي عند مقصدك لغيار زيت السيارة ، تجدك تحت مجموعة من الاعمال والممارسات ، ..فتجد من أمامك أو تجدك أمام الحفرة ثم مرآته ثم "فني" " التغيير "، ( أيهما تشاء لا يهم الإتجاه ، الأهم الوجهة ).
تجد "اليد" ومعها الأصابع يميناً ويسار اً ، وتعال وروح ، و ( كفٌ ) للتوقف ،
مع أنك ترى "الحفرة " ، و "المرآة التي"صممت " لذلك ، مع تركيزك الكامل في لغة جسد الفني "واعيا" و "تنفذ" "مدركاً "مطلوبه وإن كان "غير منطوق " ثم تبدأ عملية "التغيير "!!
أريدك أن تركز على الكلمات التي بين " . . . " أما مقصودها إسمح لي أن اتركه لك ولخيالك ومعرفتك وقدرتك على الربط .
من هذه القصة أو "العملية " تظهر لنا أهمية وجود سلطة حاكمة لكل الأعمال والأفعال التي نقوم بها ، سواءً كانت تلك السلطة "تتأثر" وتنبع من الداخل ويسمى ( " دافع " ) ، أو خارجية وتسمى السيطرة والتحكم .
- إن اقوى الغرائز البشرية غريزة "التملك "، وليس التملك لغرض ذات التملك إنما لمساحة الإشباع التي يمنحها التملك من "(حرية ، وحدود ، وسلطة ، وتحكم ) .
- هذه المنح ، لن تفيد دون أن يكون لديك "قدرة" ، ودون أدوات ، ودون "وعي وإدراك" ، ودون "مهارة " ، ودون "مرونة " ، ودون " فاعلية " لتمارس غاياتك من تملك الحفرة ، وتغيير زيت السيارة .
- التملك فطري حتى أنك تجد الطفل يرغب في امتلاك لعبه ، ويحارب من جل الاحتفاظ بها ، لا لذات اللعبة إنما للشعور الذي يمنحه له والاشباع الذي يحققه له التملك ، من سيطرة وتحكم .
حب التملك فطري ، لأجل "حاجة" "نرغب " في الحصول عليها ،في حدود الممكن والواقع والعقلاني ، فلو زاد هذا الحب عن "تلبية الاحتياج " تحولت الغريزةأو الفطرة إلى "شهوة" قد يكون ظاهرها (لذيذ) وماتع ، و باطنها مضر غير نافع . ومؤقت وليس دائم .
- لذا إن أردت أن تكون ملكاً للحفرة ، وتصل لغايتها ، وتستطيع أن تمارس قانون (السيطرة والتحكم )في حدود العقلانية ، والإحساس بالمسؤولية ، للاستمرارية ، والتغيير ، والتجديد ، والاستدامة ..يجب أن تعي تماماً الفرق بين السيطرة والتحكم ، والوصول إليها يتطلب :
١ - وعي ..وفيه ( فكر وتفكير ، و مرونة تفكير ، وسعة في الأفق ، وإعمال للعقل ) .
حيث لا غرابة بأن افتقاد أو نقص على إدراك المواقف المختلفة بشكل عام ومشاكل الواقع بشكل خاص ، وأن استسلام العقل للأفكار المسيطرة ، والرغبات والدفاع عنها بشدة على أنها حقائق يبعدك عن الغاية .
كما ضيق الأفق ،يسهم في انعدام أو نقض القدرة على توليد البدائل ودراستها وتوسيع دائرة البحث باجراء المقارنات بين الأفكار والطروحات والتجارب المماثلة ، والإنجاز لأفكار ر أو رأي لمجرد أنه نابع منك ، أو لاحدى مدارسك .
اما المرونة الفكرية التي لاتعني فقط القدرة على الانتقال والتحول والتكيف السريع من حالة أفضل عند أقل تكلفة ممكنة ، إنما قدرة العقل على إدراك الفروق بين الاشياء والمتغيرات ، والتمييز بين الأسس والمبادئ والقواعد وبين الأمور الرئيسية والأمور الفرعية ، فضلاً عن القدرة على تجريد الالفاظ والافكار من شوائب الاستعمال غير الصحيح .
(يجب أن نتفق على أن أمور الحياة حتى نتائج العلم تخضع للمناقشة والتحليل والنقد والتفنيد ) .
٢- معرفة ومهارة ، وقدرة ، فالسيطرة والتحكم يعني أن ترى كل شاردة وواردة ، وتنقل رسالة بوضوح وتؤسس قاعدة أن الكل مع الكل فإذا لم تكن معي فانت ضدي ، وأن لا فِلات من المسآئلة .
وأن معارفك كلما زادت.. زادات معها أدواتك ، و مساحة السيطرة والتحكم في محيط ممتلكاتك .
وأن ومهارتك وزيادتها ..تزيد من مساحة التحكم والتأثير ، والخبرات السابقة والمكتسبة من حلول المشاكل ومواجهة المواقف الصعبة بعد تحليلها ومراجعتها وتقييمها ، تدرك أنها لابد أن لا تتكرر فتضع لها معايير ونماذج وأدلة ، وسوف تساعد في الصعود على سلم الإبداع والابتكار لمزيدا من العقلانية التي تعني القدرة على التطبيق والقدرة على التطبيق تعني تحقيق الغايات والنتائج المطلوبة المتاحة والممكنة ، و لممارسة السيطرة والتحكم فيما تملك من معرفة ومهارة وفكر ، وأدوات لأجل حاضر زاهر . ومستقبل مشرق ، ونمو لما تملك، ملائمة ومتوائمة ومتواكبة ، مستدامة ،
تستطيع من خلالها ..
تغيير الزيت و ، مُلك الحفرة .!
عرفتم الآن المقصود من الكلمات التي بين " . . ."
اخبروني في التعليقات ..
تحياتي :
مالك الموضوع والمتصرف فيه وحاكمه ..