في الحقيقة لاندري من أين سنبدأ
وإن بدأنا لانعرف كيف سننتهي
لانعرف كيف نرسم احلامنا الوردية على أوراق وغصون الشجر
بل لانعرف كيف نجعل الحرف يعانق الكلمة فتستثير العبارات والمعاني.
هناك مايشبه البراكين يثور في دواخلنا
هناك أشياء تقلقنا فنعود
من حيث لم نبدأ
هناك الغيوم تتسارع
فتتلبد منها السماء القزازية وتختفي وراءها الشمس في وضح الهواجر.
نحتاج إلى البداية التي لاتشبه كل البدايات
تلك البداية وإن كانت موحشة ومضطربه في ثنايا الخريف
الانتظار يقلقنا والعبرة تخنقنا
فالماضي لايعود والحاضر
سيمضي والغد تحاصره الأمنيات الشاردة في سكة التائهين
وربما نمضي نحن وفي النفس ألف سؤال يحتاج إلى ألف جواب.
نمضي وفي عرصات صدورنا جروح السنين يحاصرها حنين الظلام
وأنين الآهات نمضي والشرايين والقلوب تلفها الظنون وريب المنون.
لعل هناك من يتشاكس معي وربما يخالفني الرأي
قائلا مالذي تود قوله؟
جميل بل اكثر من رائع
وهذا مايعتريني الآن.
لااحد يرغب ان يبني أحلامه وأماله على الخيال والأوهام
فالحلم في الخيال لايعني ان تكون حيا
اللهم إلا في مرحلة الطفولة البريئة التي اخذتنا الى نزهة قصيرة
عبر اطباق طائرة الى مدينة السلام الأفلاطوني.
الكل ودون أدنى شك عاش تلك المرحلة بكل
مااحتوته بين لحظاتها من لعب وعفوية وخيالات وأشياء أخرى ستفيض منها زاويتي ان استرسلت في الحديث عنها لكن طويت تلك الأيام العتيقة بحلوها ومرها.
هناك رابطا قويا بين حلم الخيال الطفولي وبين براءة النوايا الذي قد يحمله البعض فيصدقون
كل ماينعكس في الحاضر
فيصطدموا بالواقع المؤلم الذي كبر معهم شيئا فشيا.
يقول الفيلسوف
ليو ناردو
عند نهاية كل مرحلة من حياتك يجب أن تكون شخصا مختلفا عما كنت عليه لتناسب المرحلة القادمة.
لاأدري لماذا تسربت الى تفكيري كلمات ذاك الفيلسوف؟
وبسلاسة وكأنها في خاطري منذ أمد بعيد
ربما الطموحات تتغير فلاتقف طموحاتنا واحلامنا وامنياتنا أمام حاجز الخيال الذي لايسمن ولايغني من جوع
فالوصول الى الهدف المنشود لن تحققه الأحلام المتشبعة بغبار الطفولة البريئة مهما حملت من نوايا طيبة في واقعنا المؤلم الذي يدور عكس الأشياء حتى عكس عقارب الساعة.
فضبابية الغمام ستزول
وتنقشع تحت شمس المعرفة وتنساب الأفراح الى كل الجوارح كالماء المسترسل الزلال.
عليه يكمن التعبير بوضوح عما يعتل في دواخلنا من سلوكيات ومشاعر اللآواعية فالتعبير الواضح عن الذات قد يكسر وهم الأحلام وحدة الغرور الزائف وبكل طلاقة وشجاعة.
وأخيرا كان لابد من تغيير
ماامكن من مراحل الذات بدل ان ننتظر من الأخرين ان يتغيروا او يغيروا منا او من سلوكياتنا فنحن من نترجم فكرنا ووعينا بكل سلاسة..