قال احد العلماء العارفين :" اذا اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة " وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لانه مشاهد للملكوت الاكبر فكلامه ياتي مختصرا ويبقى واجب شرح وتفصيل حديثه الشريف للعلماء العارفين العاملين ومن قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :" اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا شهر رمضان " .
وعندما نتامل نحن البسطاء كلمة :" اللهم بارك ..." نفهمها بضيق مفهومنا للبركة فالبركة عندنا هي الرزق من الاموال او البركة في الذرية او البركة فيما نملك ولكن البركة التي يقصدها الرسول الاكرم هي البركة الشمولية ومنها ان يطوي الحق ببركته صفاتك الانانية لصفات الحق الرحمانية فعندما تنزل البركة على مالك مثلا يطوي الله انانيتك وتصبح منفقا في سبيل الله ان يتكفل ارملة واولادها في هذا الشهر المبارك هذه احدى معاني البركة في شهر رجب وهناك بركة الوقت ايضا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :" من قام لله بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمئة آية كتب من القانتين ومن قام لله بالف آية كتب من المقنطرين " " والمقنطر هو كثير المال اي يملك قناطير كثيرة ، فكيف بالذي يقوم الليل بشهر رجب ؟ بل وكيف يقوم ركعتين بسورة يس .... هذه هي البركات التي يقصدها الرسول الاكرم ان ننهل من بركات رجب وشعبان حتى ياتينا رمضان ونحن قد تم شحن طاقتنا الايمانية بالبركة .... وكما تسمى عند العارفين ليلة القدر بليلة الوداد فليكن شهر رجب وشعبان استعداد واستمداد لليلة الوداد كالذي كان يقوم الليل فسمع اذان الفجر وقام للصلاة المكتوبة فكان مستعدا لها داخلا في روحانية انوار الوصل وليس كمن كان نائما فسمع الاذان فقام فصلى او كالذي لحق الصلاة في الركعة الثانية طبعا لايستوون بالاجر عند صاحب الاجر ... اللهم بارك لنا في شهر رجب بركة تطوي بها نفوسنا وتجذبنا اليك بفضل تبارك ويس والقرآن العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم .