ترصد الحياة يوميًا سلوكيات تجعلك تعيد النظر في الوعي الذي ندّعي أنه فاق التوقعات وجعل منّا كائنات من الطراز الأول.
ومما يبعث على الامتعاض كونك كائنٌ مسالم تنشد السلام والإيجابية في جميع الممارسات التي تقوم بها متناسيًا أن الحياة ليست مثالية على الإطلاق، وكما هناك متعلمون مثقفون وحكماء ينأون بأفكارهم وتوجهاتهم عن العامة؛ فهناك متعلمون متثيقفون تتلاشى الحكمة فيهم فور إطلاقهم الكلمات من عقولهم الفارغة.
تأبى الحكمة أن تتقلد المناصب الرنانة، والظهور المضيء على الملأ إيمانًا منها أن ما وصلت إليه لا يليق بها بالدرجة الأولى، والفراغ يفرح ويغتبط؛ ويبدأ في تعليق الزينة وبهرجة اللقاءات التي لا تصل به إلى أبعد من تحت قدميه، وهنا الكارثة..
الرفعة والتقدير سلوك لا يقبل القسم، ولا يُجَزأ، ولا يرضخ فكيف به يُقيّد!!
الفراغ يجول في ذات المكان فلا يصح أن يقود الامتلاء، امتلاءٌ بالقدرة والمعرفة وبُعْد النظر.
الفراغ والجهل راعٍ أهوج لا يفرق بين الطيور، لا يرى إلا كلّ ذا جناحٍ يؤكل، لا يُثمّن؛ ولا يعرف قيمة ومغرورٌ لا يشعر بالندم.
والجهل يتسبب في إهدار القيمة؛ وضياع الفرصة؛ والوقوع في المحرم بإساءة التعامل وخسارة المنفعة، فلا يعرف قيمة الأشياء سوى أصحابها "فكيف تجعل للراعي سلطة على الصقور!؟"
شذى عزوز
سيدة الميزان