علم الله تعالى سيدنا آدم عليه السلام الأسماء كلها وكانت تلك من الإشارات الأولى لضرورة السعي للتعلم والعلم، واكتساب المعارف في حياة الإنسان، ولقد كانت الأدوات المتوافرة لهذا العلم بسيطة وشحيحة في آن، لكن هذا لم يمنع العقل البشري من البحث والمراقبة والتحليل والتجربة والاستنتاج، وهو ما نجده في الكثير من الأمثلة على علماء قدماء ، التقدم العلمي وفر العديد من الوسائل و الاختراعات التي ساهمت بشكل كبير في رفع رفاهية الانسان، فمن خلال التقدم العلمي استطاع العلماء أن يقدموا العديد من الاختراعات و الأدوات و الوسائل التي توفر الوقت و الجهد على الإنسان في سبيل القيام بالأعمال الخاصة به، حيث تساهم في أداء الأعمال بدون الحاجة إلى المجهود البدني الشاق. إن سعي الإنسان الدائم إلى التقدم العلمي أصبح جانب إلزامي بالإضافة إلى كونه يوفر الرفاهية له.
لما بدأ الإنسان بلمس الإيجابيات العديدة التي حصّلها من العلم والمعرفة، سعى للمزيد وهو ما نقصده بوصفنا لمصطلح (التقدم العلمي)، وجاءت التكنولوجيا الحديثة مساعدة على فتح آفاق مدهشة لذلك التقدم مما انعكس على رفاهية الإنسان.
وذلك من خلال التقدم العلمي، حيث استطاع الإنسان أن يحصل على العديد من الوسائل و الأدوات التي ترفع من رفاهية الإنسان، فعلى سبيل المثال مع اختراع وسائل الاتصال و الهواتف النقالة الحديثة أصبح الإنسان قادراً على التواصل مع مختلف الأشخاص في جميع أنحاء العالم و ذلك بشكل سريع و سهل، و أما في مجال النقل و المواصلات، فتم رفع مستويات الرفاهية من خلال الوسائل الحديثة المتبعة في النقل و المواصلات، والتي توفر الراحة الكبيرة للإنسان من خلال استخدامها ، يستوجب علينا التركيز على واحد من أهم المجالات التي تم توفير الرفاهية للإنسان و هي المجال الطبي، حيث أصبحت المستشفيات تتمتع بالعديد من الوسائل الحديثة التي توفر الراحة للمواطنين، و التي تعمل على توفير الخدمات التي تساهم في شفاء المرضى بشكل أكبر.
لقد حققت وسائل الاتصال الحديثة رفاهية مطلقة للإنسان فلم يقتصر استخدام الهواتف الذكية وتطبيقاتها- وأبرزها مواقع التواصل الاجتماعي- على التواصل مع الأهل والأصدقاء وتقريب الأحبة وحسب؛ بل أصبحت منصة للعب والمرح والتسلية ، مكنت العديد من الاختراعات الحديثة التي سهلت للإنسان من الحصول على وقت مريح دون الحاجة للقلق . كما سهلت وسائل النقل الحديثة انتقال الإنسان من مكان إلى آخر ووفرت عليه الكثير من الوقت، فبإمكانه ركوب الطائرة للانتقال من قارة إلى قارة وهو يشاهد أحد الأفلام السينمائية ويتناول العصير لتمضية الوقت، بينما كان يحتاج لشهور لعبور تلك المسافة وسط التعب والإرهاق.