الكتاب هو المعلم الأول للبشرية الذي نكاد نعجز عن إحصاء فوئد ومناقبه لكثرتها ، ومن فوائده :
١ - أداة لحفظ التاريخ ٢- بنك للكلمات ٣- مُحَفِّزٌ للخيال ٤- أداة المعرفة والثقافة ٥ - أفضل صديق .
اذاكان الكتاب هو المعلم والموجه الذي يبرز ثقافة الأمم والشعوب إذاً الاهتمام بالكتاب والكتَّاب يعطي صورة واضحة على أن الحياة لاتستقيم إلا بالعلم والمعرفة ، والكتاب هو المرجع الأساسي لذلك .
فمن هنالك قامت الدول باستحداث وزارة الثقافة لتكون هي الجهة المسؤولة عن العمل الثقافي بأنواعه المختلفة في كل دولة ومنها حركة التأليف .
وقديما كانت الكتب بعد طباعتها توضع في المكتبات ، فيسعى القارئ للحصول عليها إما على عين المكان أو بالمراسلة ، فكل ذلك جعل الكتاب يتسابقون في ابراز مواهبهم الابداعية في التأليف استجابة لمتطلبات الحياة الفكرية والثقافية.
ومع تطور الأزمان وتوسع دائرة الثقافة وسعة الإطلاع تم إيجاد المعارض الدولية للكتاب لتستقبل الجمهور بثقافاتهم المختلفة ولتكون نقطة التلاقي فيما بينهم.
والمملكة العربية السعودية التي هي اختارها المولى سبحانه وتعالى بأن تكون مهبط الوحي ، والتي تضم مكة المكرمة ، ومنها نزل قول الله تعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في بداية الوحي ( إقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم )جعلت نفسها في خدمة الثقافة مؤمنة بواجبها في دعم العلم والمعرفة ، ولاسيما في الحرمين الشريفين .
وقفت المملكة العربية السعودية بسياستها الثقافية بتشكيل وزارة الثقافة ، وهي من اختارها لها مسوولية عظيمة في دعم العمل الثقافي السعودي في الداخل والخارج ، وهي من تعبر عن حياتها قديما وحديثا .
ومن نشاطاتها إقامة المعارض للكتب ، واختارت من أهم معارض الكتاب معرض الرياض الدولي للكتاب.
يقام معرض الرياض الدولي للكتاب بشكل سنوي في مدينة الرياض ، حيث يعد منصة للشركات والمؤسسات والأفراد العاملين والمهتمين بقطاعات الأدب والنشر والترجمة لعرض مؤلفاتهم وخدماتهم إضافة إلى دوره الأساسي في تعزيز وتنمية شغف القراءة في المجتمع وزيادة الوعي المعرفي والثقافي والفني ، وذلك من خلال تحفيز الأفراد على زيارة معرض الكتاب للإطلاع واقتناء المصنفات الثقافية والأدبية والتعليمية ، وحضور المؤتمرات وورش العمل والندوات والمحاضرات الثقافية والأدبية والفنية المصاحبة للمعرض .
ويشكل المعرض حدثا ثقافيا مهما في المشهد الثقافي العربي ، بوصفه أحد أهم معارض الكتب العربية .
وفي هذا العهد الميمون مع رؤية ٢٠٣٠م لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله- لبس معرض الرياض الدولي ٢٠٢١م للكتاب ثوبا جديدًا للتقدم الحضاري والنمو الثقافي فشمل المعرض عددا من الفنون والآداب الشعبية لجذب الجمهور من الداخل والخارج.
استطاعت المملكة العربية السعودية بقدرتها الفائقة ، ونظرتها الثاقبة أن تضع المعرض الذي هو معرض دولي في مكانه الطبيعي اللائق ، وذلك أن العالم اليوم يلتقي من خلال الثقافات ولاسيما مع تقارب المسافات بطرق التواصل الاجتماعي فخرج المعرض من المألوف القديم التقليدي إلى المعرض الدولي للفنون والآداب المختلفة .
وهذه الرسالة الواضحة التي قدمتها المملكة العربية السعودية أمام العالم في معرض الرياض الدولي للكتاب ٢٠٢١م أرادت فيها فتح صفحة جديدة للسياحة السعودية ، لأن المملكة تملك تراثا كبيرا من الكتاب ومن الفنون ومن المواقع الأثرية الجميلة تم عرضها من خلال المعرض .
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا