جاء الإسلام برسالته العادلة الحكيمة رحمة للعالمين ، واستقبل العالم تلك الرسالة العظيمة مؤمنا صلتها بخالق الكون سبحانه وتعالى .
وقبل مجيء الإسلام كانت هناك إمبراطورية الفرس وإمبراطورية الروم كانتا تحكمان العالم بقوتهما ، فكانت كل منهما تدعي العبودية ، فكان الإسلام هو من أخضع القوتين لقوة الخالق جل له.
إذا أردنا الوقوف على الحقائق الثابتة يتبين لنا أن الفرس دخلوا في الإسلام ولكن الإسلام واجه صعوبة العيش معهم بل أضروا الإسلام منذ ذلك اليوم إلى يومنا هذا ، مسلسل الغدر والخيانة ، والفرق الضالة التي تهدم كيان الأمة الاسلامية من الفكر إلى الحروب المدمرة .
ومن هنا لما كانت إيران من أرادت إحياء الفارسية المجوسية جعلت نفسها في خدمة الطائفية وزرعها في النفوس ، فلايخفى ذلك على من كان له قلب سليم .
إن المشروع الإيراني الطائفي في هذا العصر شهدا نموا للتدمير والتخريب بعد ظهور الخميني ١٩٧٩م حاملا شعار الثورة ، فنصب نفسه مرشدا ، وهو أعلى منصب في المعتقد الشيعي ليكون هو الموجه الذي لايسأل عما يفعل، والآخرون يسألون .
لقد شهد العالم إرهابا فكريا وعسكريا من خلال الثورة المزعومة ، دعم الحوزات العلمية بالأموال لنشر فكرة التشيع في العالم ، إقامة الحروب والغزوات العسكرية كالتعاون مع القوى الكبرى لاحتلال العراق ، ومساندة حزب الشيطان لتدمير لبنان ، وسيطرة كاملة على سوريا لصالح بشار ، وفي اليمن مع الحوثيين لتفكيك الوحدة اليمنية .
هاهي الطائفية المجوسية في المنطقة .
وجاء الرئيس الجديد الإيراني إبراهيم رئيسي حاملا رسالة الكراهية والعنف والتمرد على القرارت الدولية كغيره ممن سبقه ، لكنه زاد الأمر سوءا بتصريحاته الأولى بعد الإعلان عن فوزه في منصب الرئاسة الإيرانية معلنا أمام وسائل الإعلام أن سياسة إيران الخارجية لا تبدأ من الإتفاق النووي ولا تنتهي به ، وعلى العالم أن يدرك أن الضغوط والعقوبات لن تفلح معه وعليه أن يعيد النظر في رفعها .وكذلك أضاف على أن المفاوضات يجب أن تضمن مصالح الشعب الإيراني .
إنها رسالة التمرد والوقوف ضد القرارت الدولية واحترام الانسانية ، وإعادة القرار. الى نظام الملالي لأنه دمية في يد المرشد الأعلى ، وهو الذي اختاره ونصبه رئيسا ، وليس صناديق الاقتراع .
وهذا الرئيس الجديد عرف بخدمته العلنية لنظام الملالي ، شارك كثرا في دعم الارهاب الايراني من خلال ترؤسه لمؤسسة القضاء ، وكان سببا في إعدام كثير من الابرياء الايرانيين .
وفيما يخص شأن المملكة العربية السعودية بينها وبين إيران ، فإن الرئيس الجديد مادام هو في قبضة المرشد الأعلى ، لن يغير سلوك إيران العدائي ضد المملكة العربية السعودية منذ بداية الثورة بالتفجيرات داخل المدن السعودية لاسيما في الحرمين الشريفين ، وأبراج الخبر ، وإطلاق الصورايخ من اليمن كمطار أبها وغيره ، كل ذلك مما يؤكد لنا مدى خطورة النظام الايراني الذي بات اليوم على يد حامل رسالة العنف والكراهية ، والموالاة لتوجيه ولاية الفقيه .
ومن الغرابة في تصريحاته الاستفزازية دعوته للسعودية إلى إيقاف الحرب في اليمن .
لقد تجاهل من أن إيران من كان سببا في ذلك ، وذلك أن الشعب اليمني العربي السني لم يكن يوما من الأيام تحت سيطرة إيران ، ولاعلاقة له معها لا لغة ولا نسبا ، فجاءت بغزوها فكريا وعسكريا بدعم الحوثيين ، فوقفت المملكة العربية السعودية لنصرة شقيقتها
اليمن دينا ولغة وقرابة وإعادة الشرعية التي هي برئاسة هادي لاعبد الملك الحوثي وعصابته المرتزقة .
ومن الحماقة والسفاهة في خطابه التمني بتحسين العلاقات بين إيران والسعودية في المجال الدبلوماسي لتبادل السفارات بين الدولتين ،
( إنه منكر من القول وزورًا).هل الدبلوماسية التدخل في شؤون الغير وزعزعة الامن والاستقرار ؟.
فكيف السعودية تنسى جرائم إيران ضدها التي لاتعد ولاتحصى ، ولاسيما الأخيرة إحراق السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد أمام أعين النظام الايراني دون تحريك ساكت ؟.
لقد فات الأوان أن تكون رسالة الرئيس الجديد من أن لها مصداقية ، لأنها رسالة الغدر والخيانة والسخرية والاستهزاء .
المملكة العربية السعودية قائمة على رعاية حقوق الإنسان بغض النظر عن اللون والانتماء ، وكذلك احترام القوانين الدولية التي هي في خدمة السلام العالمي ، فهي على منهج الإسلام سائرة ، منهج الاعتدال والوسطية ، ونبذ التطرف والارهاب ، واستقلالية في القرار لصالح المواطن والمقيم والزائر بل للعالم أجمع .
إذا كان الرئيس الجديد دمية في يد الملالي فإن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الأمير محمد بن سلمان رؤيتهما على التلاحم والتراحم فيما بينهما وبين المسلمين جميعا في العالم بأسره .
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا