(خطورة النفاق الاجتماعي )
يُقسم النفاق إلى ثلاثة أقسام :
1 – نفاق العقيدة .
2 – نفاق العبادة .
3 – نفاق السلوك الاجتماعي .
ونلمس خطورة النفاق وأثره المدمّر في المجتمع من خلال آيات القرآن الكريم ففي سورة البقرة مثلاً : جاء وصف المؤمنين في أربع آيات ووصف الكافرين في آيتين اثنين فقط وأما المنافقين فقد ورد فيهم أربعة عشر آية في سورة البقرة حصرياً ، وهذا يدل بوضوح خطورة هذا المرض إذا تفشى في مجتمع ما .
ونحن بصدد النفاق السلوكي الاجتماعي هنا نسلط عليه الضوء لندرك مدى تفشيه في مجتمعنا ، وكيف نعرف المنافق من الصادق ويظهر هذا النفاق جليّاً واضحاً في أدوات التواصل الاجتماعي وفي القروبات بشكل خاص فنرى المنافق يقلب الحقيقة إلى زيف ويقلب الزيف إلى حقيقة ، فنراه يقوم بمدح تصرفات شائنة لشخص ما ويقوم المنافق بمدحها على أنها منقبة وهي في الحقيقة مثلبة ، أو يشهد بالزور نفاقاً ليرضى عنه المنافق له وغالباً ما يتجه المنافق إلى من يرى مصلحته الشخصية معه وخاصة إذا كان صاحب منصب مرموق أو غني معروف فترى المنافقين يتحلقون حوله ويسبحون بأمجاده فإذا تكلم وقال شيئاً خطأً نرى المنافق يصفق له ويقول : أصبت كبد الحقيقة وإذا تكلم وقال حقاً أحد آخر مغمور وشخص عادي قام المنافق وقال له : أخطأت ياهذا ، ويذكرني قول الشاعر :
إذا الغني تكلم بالخطأ قال المنافقون أصبتَ وصدقوا ما قالا
وإنَّ الفقير أصاب قالوا كلهم : أخطأتَ ياهذا وقلتَ ضلالا
والمنافق يصف ثرثرة من يريد أن ينافق له بأنها فصاحة ، وإن كان بخيلاً يصفه المنافق بأنه محافظ على النعمة وإذا كان قليل الكلام أبكم لا يعرف مجاراة الآخرين بالكلام يقول عنه المنافق بأنه حكيم وهو أبكم ، وعلى العكس لو كره المنافق شخصاً وكان فصيحاً قال عنه المنافق ثرثار وإذا كان كريماً قال عنه مبذر وإن كان هادئاً قليل الكلام قال عنه أبكم .
فالمنافق يقلب الحقائق ويزيّف الواقع وهو أداة لهدم القيّم الأخلاقية وزرع الفتن والكراهية بين الناس بل إن تمَّكن منه النفاق يتحول إلى حاقد وحاسد ، لذلك نزلت فيه أربعة عشر آية في سورة البقرة فقط وأما ببقية الصور فللمنافق نصيب أيضاً في التوصيف والتدقيق في أحوالهم لكي لا ينخدع المؤمنون بهم .
بقلم 🖋️ البتول جمال التركي