للتاريخ صفحات مشرقة ، ليلها كنهارها . أصحابها يمجدهم التاريخ عبر الأيام والسنين .وجوههم مبيضة ، صدورهم منشرحة ، قلوبهم مطمئنة ، نفوسهم إلى الله راغبة .
ومن الصفحات المشرقة في عالمنا اليوم صفحة آل سعود الكرام ، القادة الأخيار، الصادقون الأبرار، الباذلون نفوسهم لإغاثة المتضررين بالأضرار .
أسكنهم الله أشرف البقاع إليه ، بلاد الحرمين الشريفين ، مأوى أفئدة المؤمنين ، مبعث رسوله الأمين ، لهداية الناس أجمعين .
إن الحديث عنهم يطول ، يكفي للإنسان أن يقول : أين أبدأ وأين أنتهي عما أقول ؟.
لقد ضرب المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - رقما قياسيا كبيرا في لم الشمل بعد الفرقة والخلاف ، فصار الكل تحت ظل قيادة موحدة تحكمها شريعة الله.
فكان لأولاد الملك عبد العزيز حظا وافرا في السير على نهجه ، معتصمين بحبل الله مجتمعين غير متفرقين ، من الملك سعود إلى فيصل إلى خالد إلى فهد إلى عبدالله ثم إلى سلمان الخير اليوم، كلهم في خدمة الدين والإنسانية بكاملها ، فما تركت المملكة العربية السعودية بابا من أبواب البر والإحسان إلا وطرقه .
وفي هذا العهد المبارك العظيم مع ملك الحزم والعزم ، من جمع بين الأصالة والحداثة ، وسداد الرأي وعلو الهمة ،انه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
لقد جاء بعد سنوات قضاها في خدمة الدين والوطن بصدق وإخلاص أثناء توليه إمارة منطقة الرياض في فترة لاتقل عن ربع قرن ، وصارت الرياض من كبرى العواصم العالمية ومن أعلى مستوياتها في التقدم العمراني .
وهاهو اليوم يقود سفينة المملكة العربية السعودية مرورا بلجج البحار لإرسائها إلى بر الأمان ، فأسندت مجموعة العشرين الإقتصادية رئاسة المجموعة إلى المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ، وتمت استضافة المملكة قمتها المنعقدةعلى أرض المملكة في آواخر هذا العام .
وإن دل هذا على شيء انما يدل على حسن تخطيط الملك سلمان ، ومدى عمق تفكيره ، وهذ الايخفى على من له قلب دوره السياسي والانساني والديني .
وهذا الحدث التاريخي للمجوعة ان تنعقد قمتها في المملكة لم تأت بالمصادفة ، إنما بعد رؤية ثاقبة من المجموعة لمكانة المملكة في محاربة الارهاب والتطرف ودعم الوسيطة والاعتدال ، فكل ذلك مما أكد لهم وجوب تتويجهم للملكة تاج الكرامة لتكون هي الدولة العربية في التاريخ تستضيف قمة المجموعة العشرين الإقتصادية .
ففي مثل هذا اليوم نعيش الذكرى المجيدة العظيمة السادسة لمبايعة الملك سلمان بن العزيز ليكون خادما للحرمين الشريفين ، وهذا اللقب يحمل معنى عظيما في النفوس ، وذلك أن الزعيم يرى نفسه انه يستولي على الشعب رضوا أم لم يرضوا ، بخلاف قادة المملكة العربية السعودية اختيارهم للقب خادم الحرمين الشريفين ، ليكونوا خدمة لأقدس وأحب البقاع ومن فيها إلى الله ، فأذلوا أنفسهم أمام الله فأعزهم الله وجعل ذكرهم خالدا من أبيهم المؤسس المغفور له الملك عبد العزيز إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله .
بقلم الشيخ : نورالدين محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا