نظرا لنمو حركة التطرف والإرهاب في العالم استطاع بعض المتعاملين والمتعاونين مع الحركة اثارة الفتن والقلاقل عند المسلمين عموما ، فلايرى أصحابها اهم شيء في حياتهم الا القيام بالترويج والتضليل .
وفي هذه الايام نجد ان فئة قليلة من المسلمين استطاع الاعلام الارهابي استخدام عقولهم وزرع الكراهية في نفوسهم للاعتداء على أنفسهم وعلى غيرهم .
وبعد مقتل المدرس الفرنسي على يد شاب شيشاني بقطع رأسه بدأت حركات التطرف بتلفيق القضية ودفن الحقائق .
ان فرنسا دولة علمانية منحت المسلمين كغيرهم حقوقهم في ممارسة شعائرهم الدينية تحت شعار ( حرية ،مساواة ، أخوة) فعاش المسلمون فيها بأمن وأمان دون مضايقة ، فتوافد القادمون من افغانستان والشيشان اليها فتحول الامر الى صراع بين المتشددين وليس المسلمين مع فرنسا .
والعودة الى الوراء نجد أن الحكومة الفرنسية ١٩٨٩م شكلت أول مجلس اسلامي باسم ( المجلس التفكيري حول الإسلام في فرنسا ) ليمثل المسلمين أيام الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران تحت اشراف وزير الداخلية بيير جوكس ، وكان من اعضاء المجلس والأمين العام الحاج محمد زين بن محمد محسن من كبار شخصيات وزارة الداخلية رحمه الله ، من أصل جزرالقمر .
ومع مرور الايام والازمان وتغير الحكومات واختلافات المسلمين فيما بينهم وكل يحمل تقاليد بلده إلى فرنسا لم يتم توحيدصفهم تحت هيئة واحدة تلبي مطالبهم .
من هنا بدأ التطرف ينمو فوصل الأمر إلى زيادة المراقبة خوفا من أمن الدولة حيث لكل بلد له الحق في حماية أمنه واستقراره .
فبعد هذه الحادثة الاعلام التركي الذي يمثل الجماعات المتطرفة الموجودة في تركيا يقوم بحملة ترويجية صد المسلمين في فرنسا على انهم يجب قيامهم بالاساءة الى فرنسا ، ولايدري الاعلام التركي أن مساجد فرنسا نددت بالحادثة وكذلك الاساءة الى رسول الله بأي نوع من أنواع الإساءة ، وكذلك نددت بطعن فتاتين جزائريتين بسكين أمام برج إيفيل في باريس .
ومواقفنا نحن الأئمة الذين درسنا في المملكة العربية السعودية نحو الوسطية والإعتدال ونبذ التطرف والإرهاب مشهورة ، ونفتخر بمؤسساتنا العلمية التي منها تعلمنا وجعلتنا اليوم نقوم بتبليغ رسالة الإسلام في الغرب ولاسيما في فرنسا .
ولكننا نجد من بعض إخواننا في دول الخليج من أخذته تركيا والجزيرة للتعاطف معهما ، فدخلوا في دائرة اتباع الإعلام الفاسد فيتعاملون معه دون وعي وإدراك ، فكل ما يصدر منه هوالحق وليس كذلك !
هل هؤلاء نسوا عداوة تركيا على أمن المنطقة من دعم الإرهاب بشتى الوسائل ؟ أليست تركيا فتحت أبوابها لاستقبال الذاهبين إلى سوريا وتكوين داعش لتشويه صورة الإسلام في العالم ؟ ماالذي يجعل أوردغان يقوم بغزو ليبيا واستعمارها باسم الإسلام وقصف بعض المدن المصرية إلا لكون الجماعات المتطرفة التي يؤيها أفتت له بذلك ؟
الترويج الموجود اليوم ضد فرنسا تقوم به تركيا لالتفات المسلمين حول فرنسا للوقوف ضدها وترك تركيا تعبث في عالمنا الإسلامي بما في ذلك المقاطعة السعودية بمنتجاتها ، فهذه حيلة تركية للتلاعب بعقول الضعفاء .
وعندما ننظر إلى التحالف الثلاثي الموجود اليوم بين تركيا وإيران وقطر يتبين لنا أن الدعم الحقيقي للتطرف والارهاب إنطلاقه منها ، لذا هذه الدول الثلاثة تتآمر دائما لزعزعة دولنا الإسلامية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية .
ان نظام أوردوغان لايمثل الإسلام والمسلمين ، لأن الإسلام رحمة للعالمين ، ولم يأت يوم من الأيام على أن الإسلام قام بالاعتداء على أحد ، والغزوالتركي على ليبيا ظلم وعدوان على شعب آمن .
والمسلمون في العالم يدركون جيدا أن المسلمين في فرنسا أدانوا ويدينون في كل وقت أي نوع من الإساءة لديننا الحنيف ولاسيما في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم .
والمركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا قمنا بالتنديد في خطبة الجمعة وبعد الصلاة بدقيقة صمت أمام الإعلام بحضور شخصيات دينية وسياسية .
لقد استطاعت تركيا ان تلعب بعقول الضعفاء من السذج بأن تحول أياصوفيا الى مسجد بإقامة صلاة الجمعة فيه بحضور شخصيات من المتطرفين الذين يدورون حول زعيمهم إوردغان ، ويحمل الخطيب سيفا أثناء الخطبة للإشارة إلى المنهج القهري التشددي الذي يريدون رسمه على العالم الإسلامي .
ان الرسول حي في نفوسنا صباحا مساءا ليلا نهارا ، وإنما الإدانة من خلال الإعلام أو التظاهر السلمي أو الكتابة ، أما قطع الرؤس ليس هذا من قبيل الإدانة إنما هومن قبيل الإعتداء على النفس التي جاءت الاديان لاحترامها مهماكان نوعها .
لقد فشلت تركيا بمشروعها في دعم المتطرفين فما وجدت طريقا إلا إثارة الفتنة في استخدام الجزيرة لجذب ضعفاء العقول للتعاطف معها وعدم اتخاذ موقف ضدها حيث هي من تهدد امنهم واستقرارهم في أوطانهم .
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرارنسي شمال باريس في فرنسا