في محفل من المحافل الأدبية، أخذ أحد الاخوة العرب في وصف كثرة الأسماء العربية للأسد حتى قال بعض الأسماء التي رسمت على الحضور علامات الدهشة مثل: ورد و نهاد و عباس ، ناهيك عن الأسماء المعروفة مثل ليث وضرغام و قسورة حتى قيل أن عددها وصل الى الخمسمائة أسم. أحد الحضور المشاكسين ، ويبدو أنه مدقق هندسي، قال : وأين الأسد العربي الأن؟ و ما فائدة كل تلك الأسماء ولم يترك لنا اجدادنا منه إلا ابيات الشعر التي ورد فيها؟ بينما الأسد الأمريكي ( كوغر) له أسم أو أسمين (أسد الجبال) ولا زال موجوداً حتى الأن. هنا انبرى احد الباحثين الجيولوجيين مدافعًا أن رسوم للأسد وجدت في أكثر من موقع بالجزيرة العربية . ولك أن تتخيل عزيزي القارىء كيف كان أقران ذلك ( الفنان) ، الذي وثق وجود الأسد على الجدران، يعاملونه بالازداء والسخرية! إذ كيف يضيع وقته في الرسم على الجدران مثل الأطفال، بدلاً من الصيد والغزو وسبي النساء كوظيفة الرجل ذلك الحين. تذكرت ساعتها حادثة رواها لي أحد الأصدقاء من أبناء الجنوب، وكيف أن احد أبناء عمومته اشتكي لوزارة الزراعة عن كائن يفترس ماشيته فمنحوه سماً ليضعه في بطن جيفة كفخ له، ليكتشف لاحقاً أن ذلك الكائن المجهول ، ما هو ألا النمر العربي النادر, وللأسف وقتها كان يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يلتمس العذر لكل فريسة قضى عليها .
وحين رويت تلك القصة للحضور ، اتحفني احدهم بقصة أخرى كيف ان قريب له ، وهو حارس لمحمية غزلان الريم، يعاني الأمرين في حربه ضد الصيادين اللذين يستغلون غفلة الحراس لصيد تلك الغزلان.
الدولة وضعت قوانين صارمة لمنع العابثين بالطبيعة ولكن إن لم يكن هناك اقتناع بالاساس ، فلن يبقى للأجيال القادمة شيئًا سوى بعض الصور التي قد يشكك بها أبناء جيل السوشل ميديا أنها مفبركة !
1 comment
1 ping
عبدالله محمد الغانم
28/10/2020 at 7:32 م[3] Link to this comment
الموضوع والإسلوب والتسلسل في الفكره كلها خيال و إبداع حقيقيين.
إنت إنسان مبدع ومهندس الكلمات والجمل.