الجميع في كل أنحاء المعمورة، يعتبر البخل اسوء الصفات . طبعًا إذا استثنينا البخلاء أنفسهم فهم يعتقدون أن هذه الصفة ممتازة وتتزعم الصفات الإنسانية كلها. في الوقت نفسه لن تجد بخيل يمتدح بخل غيره بل يعتبر بخله الخاص أسلوب اقتصادي رفيع المستوى.
ومن أشهر الكُتاب الذي تحدث وكتب عن البخل هو "الجاحظ " في كتابه الشهير البخلاء. وقد كتب هذا الكتاب ليظهر ويدون بخل الفرس والعجم خاصة حين عاصر تحاملهم و سخريتهم من العرب بعد دخولهم في الاسلام، بدعوى أنهم من جلبوا العلوم وتدوين الاحاديث فمسلم النيسابوري والعالم البخاري هما من كتبا صحيح البخاري ومسلم. كما أن منهم جاءت فنون العمارة والنحت وإدارة البلاد فمنهم استوحى المسلمين الدواوين، حتى الموسيقي وآلة العود كان الاصل بها فارسي حتى قام الفنان زرياب بتغيير التصميم الى العود العربي باضافة الوتر الخامس ويد العقاب.
الجاحظ دون أساليب مضحكة عن البخلاء مثلًا ؛كون التجار العجم يجلبون قدر واحد و يربط كل واحد منهم قطعة اللحم به بخيط ثم يطهونها في قدر واحد لتوفير المصاريف . قصة اخرى أن عربي أراد أن يستلف مقلاة من جاره الأعجمي فابي ، ثم ذهب لجار اخر واخذ يطهو به اللحم . حين اشتم الجار البخيل رائحة اللحم ، جاء مسرعاً بمقلاته معتذراً لانه خشي أن يطهو بها الفاصوليا وهذا يحرق المقلاة بينما اللحم يضيف لها نكهة خاصة.
ومن طرائف قصص البخلاء أن بخيل هندي اسمه كومار لديه ملايين ويعيش حياة الفقراء حتى خطفته عصابه املاً في ان يدفع لهم الفدية ولكنه ابى وقاوم التعذيب حتى اضطروا للافراج عنه . فبلغ عنهم الشرطة ونال جائزة. والغريب ان البخل لم يترك منصات عالمية ، فهذه بيتي غرين سُجلت في غينيس كأبخل شخصية ، رغم ملايينها لكنه اصرت على علاج ساق ولدها المكسور في مستشفيات مجانية حتى اضطروا لبترها.
ويروى لنا الاجداد قصة رجل بخيل بالمنطقة ، عاش ابناءه على الكفاف حتى مات واكتشفوا امتلاكه لملايين فبددوها على الملهيات وكان ابناؤه يشتمونه في الشاردة والواردة .
البخيل حالة عجيبة، فهو يهرب من الفقر بتكديس الأموال، ومع ذلك يعيش العوز يومياً ولا يرتاح إلا به. البخيل يعذب نفسه مرتين ، بالحياة لأنه محروم من ماله و بالموت لأنه يعذب به. وقد قيل البخل جامع المساوئ والعيوب، وقاطع المودات من القلوب. وقيل أن البخل صفة ممتازة للزوجات، فالزوجة البخيلة تحفظ مال زوجها.
ختامًا ، البخل المذموم هو كنز المال و حرمان النفس والاحباء من الملذات المباحة اما بذل المال دون الاسراف فهو امر محمود ومطلوب مع الأخذ بالاعتبار الاقتصاد والتوفير إلى المستقبل
م. علي الماجد
1 comment
1 ping
عبدالله محمد الغانم
09/10/2020 at 2:47 م[3] Link to this comment
شكرآ لأنك مش بخيل
كتاباتك،مقالاتك مليئه بالتنوع…صور حلوة، إسلوب راقي،معلومات متنوعة…تاريخية و حديثة وعلم نفس ،إقتصاد، والكثير…لذلك لا يشعر القارئ بالملل لأن إسلوب الكتابة راقي والصور متنوعة…مائدة كررررريم.
الكاتب البخيل غير محبوب…..
شكرآ لأنك إنسان راقي ومش بخيل