أحد المشاهير، اصلحه الله ، قرر لبس العاري والضيق من اللباس التي تستحي منها الفتاة العذراء ليلة زفافها . خرج إلى العلن وتعرض للهجوم من قبل ذئاب مفترسة من "متابعيه ". الحال نفسه تكرر مع "مودل" تخلت عن لبس الأجداد والستر وبدعوى التحرر والحداثة، خرجت للعلن بلباس فاضح ، وأيضًا تعرضت لهجوم شرس.
احبتي الكرام، إذا ارتديت صوف الخراف فلن ترحمك الذئاب ، فأنت بالنسبة لهم "وجبة " مجانية لذيذة وسهلة المنال. أما إذا ارتديت لبدة الأسد ، فقطعًا لن يتجرأ عليك "علج" فأنت تستعصي عليه.
هكذا هي النفس البشرية ، تحترم الأقوى والأمنع حصنًا. وقبل أن تملأ عقلك بأن تلك حريتك الشخصية والمكتومة والمكنونة بداخلك، فلا تنسى أن الطرف الاخر أيضًا لديه "بلاويي" مخزنة في رأسه وأنه جاهز للانقضاض على اي فريسة سهلة في متناول مخالبه القذرة والحادة.
لا تنسى في أن بقائك على قيد "العقل " أهم قليلًا من توسيع نطاق وطوق حريتك المزعومة. الإنسان يعيش ضمن سقف عالً ومستوى منخفض. وحتى تصل إلى ذاتك العليا أو اعلى ما لديك من قدرات ، عليك أن تعيي الفرق ما بين الشهوات والرغبات. فالشهوة نزوة وسرعان ما تخبو بينما الرغبة هي ما تدفعك لأعلى واسمى ما تملك . نفسك أيها الإنسان الامارة بالسوء والخنوع والكسل والاستسلام ، يجب كسرها وتحديها مراراً لتسمو وتصل إلى ذاتك العليا.
إن ما يحدث الان من خنوع للرغبات وخضوع إلى الشهوات، أظهر جوانب قبيحة من البشرية وشاذة عن أهداف الإنسان الطبيعي والسوي ، حتى خرج علينا من يطالب بالمثلية ويقول هذه ذاتي الحقيقية! وفي الواقع هي قذارتك الداخلية التي يجب ان تتخلص منها وأمراضك التي يجب أن تعالجها. إن الوضع مخيف ومزري ، كيف يريدون منا تقبل الخطأ؟ يفترض ان نصلحه . يطلبون منا تقبل الامراض والمفروض ان نعالجها !
خاتماً ، لا عيب في الاقرار بالمرض والذهاب لطبيب مختص لعلاجه . إن لم نتدارك الموضوع برمته فنحن أمام فساد جيل كامل قد اختار صوف الخراف بدلًا من لبدة الأسد ويا ويلهم من الذئاب !