هولُ، وأهوال ،،،، وسوء احوال
بردٌ قارس ،،،،، وظلام دامس
من شدة الضيق ، لا ،، أكاد أرى الطريق
على وميض البرق ، أمضي في خطاً حثيثة بأتجاه القرية القديمة ،،، على مشارف القرية وعلى مقربة من بيتِ مهجور ، شدني الإنتباه لكثرة الأضرحة والقبور ، وقبل ان اطرق الباب طلباً للأذن بالدخول ، فُتح الباب على مصراعيه ، سمعت بالداخل صوت غليظ يتبعه صداه ، تففففففففضل ، تففففففففففضل ، دفعتني انفاسي المتصاعدة بخطوات مثقلة نحو مصدر الصوت ، اغلق الباب سريعا ، وعلى صوت مزلاج الرّصد استدرت للخلف في موقف مهيب ، لا ارى احد يقف خلف الباب ، ارتعدت الفرائص ، وثقلت الخطوات ، وخنقتني العبرات ، بدأت اشعر بالخطر ، يبدو ان المنزل غير آمن ولايخلو من اثار ساكنيه ، في وسط المكان (ملة) ساخنة غمرها الرماد ، منها يتصاعد الدخان الأسود ليختفي بين ألاخشاب في سقف المنزل (السواري )، محاطة تلك الملة بمصافي اثرية متشحة بالسواد ، تتوسطها خمرة النحاس وفناجين الفخار ، في احد اركان المنزل شاهدت عجوزا هرمة تقف على رجلها الوحيدة التي تتوسط جسدها المتهالك ، تتكئ على المرداد ، ترتدي جبة بالية قد خط الدهر على خديها وجبينها بمحراثه خطوطا متعرجة ،،،،،
تعج رائحةالعفن من فيها ومن تحت إبطيها،ومن بين أصابع قدمها الوحيدة وكفيهاالمتصدعتان ، تصدر ضحكات متقطعة، هالني طول انيابها وصلابة أظافارها ، لا اكاد ارى عينها الوحيدة من تراكم الزبد ، طلبت مني الاقتراب منها ، حاولت اصرف وجهي عنها في كل إتجاه ، فأينما أولي وجهي يقع عليها نظري، أراها في كل زاوية من زوايا البيت المشؤوم ، علت الأصوات ارتفعت الضحكات المختلطة بصراخ الأطفال ونحيب النساء ، رباه ماهذه الاجساد تتدحرج في اكفانها ؟ هياكل عظمية تسير نحو المكان تخرج من المقابر القريبة أفواجا وجماعات تتراقص حول الزافر العريض على صوت المزمار المصاحب لنغمات الزير المتصلة ، من ثم تعود للمقبرة مرة اخرى ، سقطت على الارض سقوط المغشي عليه من شدة الخوف وشدة الاعياء ، أستيقظ من غفوتي على صوت العجوز الخافت بعد ان سكنت الأصوات وهداء الضجيج ، وهي تقول لمن بقي حولها ،،،، يا ابنائي!!!!
(حدوا المحش وأحسنوا الذبحه ) ،
صرخت بأعلى صوت ،،،لا ،،، لا
فإذا بصوتا جميل يأتي من خلف النجوم مع نسيم الصباح العليل يحمل بين نبراته كل معاني الامل يبشرني بصباح يوم جديد ، (الصلاة خيرا من النوم ،،، الصلاة خيرا من النوم ) ،،،، الحمد لله اللذي احيانا بعد ما اماتنا واليه النشور ،،،،
من مذكراتي ،،،،
سحابة صيف
1 comment
1 ping
يحيى
15/07/2020 at 2:36 م[3] Link to this comment
الحمد لله اللذي احيانا بعد ما اماتنا واليه النشور