في بداية فجر جديد وصوت الأذان يصدح في عنان السماء........
والتكبير لصلاة الفجر وبعدها يرتفع صوت الأغنام بالحظيره ......
هكذا يبتدي يوم عبدالله كأي يوم من أيام السنة عندما يتصاعد بخار ابريق الشاي مع تلاوته لبعض من آيات الله..
فيأخذ فأسه ويذهب للزراعة وتفقد أحوال المزرعة .....
ولديه قليل من الخرفان يجمع بيده العاريتين محصول السنة ، من النخل وبعضا من أشجار الليمون تُقطف أواخر الصيف.
وعندما هم بالعمل بوسط الحقل أحس بشيء اصاب كاحله ونظر فإذا بثعبان يلدغه !!
فصرخ من ألم سريان السم فكان وحيدًا ورجع في عقله تلك اللحظة العصيبة شريط الذكريات وهو يتخل أحداث حياته في عمر الثامنة عشرة عندما كان يدرس في لندن لمدة أربع سنوات في تخصص الهندسة التموينية .
وفي فترة من حياته كانت أجمل أيام زواجه من حبيبته الإنحليزية ، فلقد شغفت بحبه وشغف بحبها!!
حيث علمها تعاليم الإسلام فأسلمت وعاشا سوية ..
وبعد مضي أربع سنوات بدراسته وزوجته كريس أصابها الملل وكانت تريد التغيير، ولكن كان لديها بنت من عبدالله فطلبت الطلاق فرفض، فقالت : لا استطيع العيش معك!!! قال : وحبنا !!!!!
قالت : لقد انتهى وهو لفترة ولقد ذبل أريد الحرية والرجوع لحياتي أنت حياتك مملة.
في تلك اللحظة قال عبدالله: سوف أرجع لبلدي وآخذ ابنتي لكي تربيها أمي.
فقالت : لن تحلم حتى بذلك ، ولن تأخذ طفلتي مني،
وارتفعت الأصوات واحتد النقاش فاتصلت بالشرطة وسجن عبدالله لسبب أنه عنف زوجته ، وبعدها رفعت عليه قضيةطلاق، لقد كان يريد حضانة طفلته فقط !
لقد كان تفكيره في طفلته فقط !!!!!
وهنا بدأ سريان السم بالجسد ينهش جسمه وأخذ يحدث نفسه بأنه سيموت بدون رؤية ابنته بعد مرور عشرين عام على انفصاله ورجوعه للسعودية انتهت آمال وأحلام حياته سوف يموت ولم يتبق له غير الحلم والرجوع من جديد ليكتب سيناريو جديد لحياة جديدة وطفلته الجميلة نور.
اخذتها فعاشت بعيدًا عن العالم عن أبيها عبدالله والذي لم ينعم بالراحة والنسيان عندها بدأ يزحف لظل الشجرة وينظر للشمس وبدأ العرق يتصبب منه، سوف ينتهي ويذهب ولم يتذكر غير ملامح نور وهي طفلة ولم يبالي بغير طفلته عندها قال في نفسه بأننا سوف نجتمع انا وأنتِ بالجنة ،وهنا فاضت روحه وعلى ملامحه وجه ابتسامة الأمل.
فتنه الخماش