الإحصاءات الأخيرة تثبت أن عدد الأموات يزداد على مرور الأيام بمجرد حرمان الأطعمة،والأطفال هم أكثر ضحايا هذه النازلة، ويدهشنا عند تطلعنا إلى خفايا هذه الظاهرة أن تبدو لنا خبايا تلك القضية كشفا عن الستار حيث أنها أن تكون الأطعمة حكرا على الأثرياء، والأموال لا كلها بل معظمها في أحضانهم وليس للبؤساء حتى حظ معتدل من المال .
بكلمة أخرى، نصيب الفقراء في امتلاك الأموال بقدر لا يرى بالطرف.
ومما زادنا حيرة أن الثروة تتفاقم وتتراكم لدى الأغنياء على حين جيوب الفقراء تصبح غرابيل ذات ثقوب كبيرة بحيث ينساب ما ملكوا أيضا إلى خزانة الأغنياء، فبالتالي يكثر السائلون ويزيد المتكففون وفيهم الصغار والكبار وينتشرون في محطات القطار و مواقف الباصات وتكتظ بهم الشوارع والأسواق.ومن المستغرب أن تتحجر ، بعد ذلك ،قلوب الأثرياء و تتجفف عيونهم و يصفحوا وجوههم عن هؤلا ء البؤساء المساكين يتركونهم فيما هم فيه من السؤال و جرح العرض بين الناس والتجرع كأس الجوع ومص الذلة و معانقة التوبيخ من قبل الأثرياء لدى طرق الأبواب.وتحزن من له قلب أنين حالة المعدمين من الناس كما ترغبنا عن الأغنياء حالتهم التي تعودوا على أساس الثروة المتوارثة، وهي أنهم لا يكفكفون دموع المصابين بالفقر والمتضررين بالفاقة.
وأنى يكاد يستيقظ الأغنياء من سبات إحتكار الأموال وأنى يتهيؤن للتصدق بفلس من فلوسهم فينجو البعض من المجاعة .
يحل بنا كل سنة اليوم العالمي لطمس الفاقة مذكرا أهمية التصدق للبائسين ، ونحتفل به كما نحتفل بكل الأيام الأخرى غير أن عدد الفقراء لا ينخفض على مر العصور.
لما؟سؤال يأنب ضمير كل واحد منا.
ليكن الأثرياء اليوم أعضادا للبؤساء يكن صباح الغد لهم بهاء.