كلما رجعنا إلى الإسلام نجد أن الله جعله آخر الأديان ، يدعو إلى الرحمة والتعاون بين الناس جميعًا .
وقام النبي محمد عليه الصلاة والسلام بتأسيس قواعد السلام لتكون هي الهدف الأساسي من بعثته عند قوله ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ).
فمن ظن أن الأخلاق ليست من الإسلام فهو بعيد عن الإسلام ، لأن الأخلاق هي التي تفسر حياة المسلم ، وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام ( المسلم من سلم المسلمون بلسانه ويده ).
وعندما نعود إلى واقعنا اليوم يلزمنا الأمر إلى أن نتحدث عن تركيا وإيران على أنهما اتخذتا الإسلام لباسًا وسط شعارات زائفة ودعايات باطلة كلها لخدمة أجندات طائفية بعيدة عن تعاليم الإسلام .
إن إيران منذ قيام ثورتها المزعومة على يد الخميني ١٩٧٩م لم يزل العالم يشهد سلسلة من الجرائم الإرهابية تمولها الثورة لبسط الهيمنة الفارسية على العالم ، فتم جلب أبناء المسلمين إلى إيران لتدريسهم عقيدة الروافض ، وتدريبهم على تدمير العالم من خلال العمليات العسكرية عندما يعودون إلى بلدانهم ، فكان الأمر واضحا وضوح الشمس في وسط النهار .
امتدت الثورة المجوسية الإيرانية إلى لبنان لتقسيمها على يد مليشيات حزب الشيطان .
وفي العراق شاركت في احتلالها فكريًا وعسكريًا وماديًا فامتنعت العملية السياسية فيها، فتكونت الحشود الشعبية والمليشيات الأخرى التي تنفذ أوامر طهرن تحت توصيات نظام ولاية الفقيه .
وفي سوريا دعمها للنظام مستمر منذ قيام الثورة ، ومليشياتها هي التي تقود أعظم المعارك لتصفية السوريين جسديًا ، وتدمير البنية التحتية فيها .
وفي اليمن لم تكن بعيدة عن غيرها ، فخرج الحوثيون مع أسلحة إيرانية الصنع للدخول في العاصمة صنعاء وإخراج الحكومة الشرعية برئاسة هادي ، والاستمرار في جرائمهم المدعومة من النظام الصفوي الإيراني ، كل هذه الأحداث تعطينا قوة اليقين على أن الثورة الايرانية إنما قامت بزرع الطائفية في العالم ، ودعم الإرهاب باسم الدين حتى يعيش الآخر في كراهية عن الإسلام .
وياتي دور تركيا في نفس العملية بزعامة أوردغان ، فمنذ ان تسلم أوردغان مقاليد الحكم تشهد تركيا جحيما من العذاب داخليًا وخارجيًا ، فهو يريد أن يجعل نفسه هو الإمبراطور الذي ينادي بإعادة الإمبراطورية التركية باسم الإسلام ، ففشل داخليا وخارجيًا ، فما كان منه الا وان يستجلب المتاجرون بالدين الذين دمروا ديارهم وعاشوا فيها فسادا إلى تركيا ليقول لهم هنا : منطلق الخلافة الإسلامية، فأذنوا له وأفتوا له بما نراه اليوم من التدخل التركي في ليبيا ، فأحضرت الجماعات الإرهابية المسلحة التي كانت ترعاها في سوريا لتقتل الشعب الليبي بالتوافق مع المتردين في ليبيا .
وليبيا لو تركها الإرهاب تشم رائحة الحرية لكانت دولة غنية وهي غنية بثرواتها النفطية والزراعية وغيرها ، ولكن المطامع التركية بعد فشلها في عدم قبول عضويتها في الإتحاد الأوروبي لجأت إلى إرادة تنمية اقتصادها ، ولكن بطريق الإرهاب ، فكان الغزو التركي لليبيا ليقول للجميع أن تركيا وإيران تقودان معركة تمزيق الوحدة الإسلامية للمتاجرة بالدين من خلال شعارات ودعايات لتوافق المصالح فيما بينهما ، إيران إعادة الهيمنة الفارسية المجوسية ، وتركيا إعادة الإمبراطورية التركية التي تزعم أنها إسلامية ، وهي ليست إسلامية ، لأن الإسلام رسالته رحمة للعالمين ، وما تعمله في ليبيا وغيرها إيذاء للعالمين .
لقد تمر د أوردغان في غزوه العسكري على ليبيا ، فاتخذ الكبر لباسًا ، والشيطان معينا ، على تدمير ليبيا ، ولكن الأطراف العالمية المحبة للسلام لم تسكت ، وجهت اليه الإنذارات والتهديدات على أن يتم الخروج من ليبيا وترك الحرية للشعب الليبي بفتح حوار وطني فيما بينهم .
ومن هنا جاء دور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - أمام مجلس الوزراء السعودي دعوة الشعب الليبي إلى العودة إلى استعمال المنطق ولغة الحوار للخروج من محنتهم بأنفسهم ، وعدم تدخل غيرهم في شؤونهم .
هذا هو موقف خادم الحرمين الشريفين القائد المسلم المصلح الذي يشعر بعظمة المسؤولية لخدمة المسلمين ، فادرك واجبه نحو دينه وهو أن يكون داعيا إلى التعاون والتآخي فيما بين أبناء الشعب الواحد.