الشدائد تبين مواقف العظماء ، وتتجلى سداد آراء الحكماء ، فكانت هممهم عالية ، وعزائمهم قوية .
وعالمنا اليوم يعيش أزمة لم ير مثلها قط بعد الحرب العالمية الثانية ، أزمة تهدد البشرية بكاملها، فما من بلد إلا وتضر ر من جرائها ، فهي أزمة فيروس كرونا.
لقد نهضت الدول لمواجهة خطورة أمرها باتخاذ جميع الوسائل لمكافحتها ، وأهمها إغلاق الحدود بين الدول ، إضافة إلى الحجر الصحي ، وذلك بالبقاء في البيوت تجنبًا للتعرض للفيروس لانتشارها بسرعة.
وعندما نعود إلى المملكة العربية السعودية نجد أنها قبلة المسلمين ، مهبط الوحي ومنبع الرسالة ، فالمسلمون يفدون إلى بيت الله الحرام بمكة المكرمة للعمرة والحج ، وإلى مسجد رسول الله بالزيارة والصلاة فيه، فكانت نظرة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسموولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهماالله- إيقاف تأشيرة العمرة والسياحة مؤقتا حفاظًا على حياة الوافدين .
فهي نظرة إنسانية أولًا ، ثم نظرة دينية ثانيًا ، فالجمع بين الأمرين هو دور القيادة السعودية.
إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز اتخذ موقفا حكيما عندما استند إلى الرأي الشرعي وفق توجيهات هيئة كبارالعلماء الذين هم بلغوا مبلغ العلم في استنباط الأحكام لإرشاد الأمة وإصلاحها لاسيما في النوازل مثل كرونا لذا تم منع الصلوات جماعة في المساجد وكذلك التجمعات في الأماكن الأخرى .
وكذلك الرأي الطبي لأن الأطباء هم ادرى بالأمر دون غيرهم ، وذلك هم أهل العلم الذين تم ذكرهم في القرآن الكريم ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعملون ).
فمن هنا - حفظه الله - شمر عن ساعد الجد لمواجهة كرونا مستخدمًا شفقته ورحمته لوطنه بمنع التجوال والحث على البقاء في البيوت مع تجهيز كل ما يحتاج إليه المواطن والمقيم والمخالف أثناء الأزمة .
يكفي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - في كلمته أمام قادة المجموعة العشرين أن يوجه رسالة عالمية إنسانية قوية تذكر القادة بواجب الترابط بين دولهم لتقديم الدعم الكافي لمواجهة فيروس كرونا الذي أصبح وباءا عالميا.
فهو القائد العالمي بحق حيث خاطب العالم داعيا إلى حماية الأرواح والحفاظ على وظائف الأفراد ، بالإضافة إلى تنسيق الإجراءات المتعلقة بالصحة العامة والتدابير المالية ، وتقديم المساعدة لجميع الدول التي تحتاج إلى مساندة .
فمن هنا نستطيع القول من أن خادم الحرمين الشريفين بنى موقفه أمام المملكة العربية السعودية في أزمة كرونا على الفكرة السليمة القائمة على الرأي الشرعي ثم الرأي الطبي، فمن هنا استعمل الحزم باتخاذ الإجراءات الكفيلة لحماية الأرواح وأهمها البقاء في البيوت ومعاقبة المخالف لذلك ، وبرر موقفه المشرف في اتخاذ الإجراءات الكفيلة - حفظه الله- بتقديم العلاج مجانا للمصاب بفيروس كرونا مواطنا أم مقيما أم مخالفا كلهم سواء أمامه .
استطاعت السعودية بذل جهودها في مكافحة الأزمة داخل المملكة وخارجها فنجد أن عددًا من أطباء المملكة بلغ ٢٨٠ طبيبا سعوديا في مستشفيات فرنسا للمشاركة في العمل الإنساني الإغاثي .
فهو ملك الإنسانية ، احب شعبه حبا شديدا ، وبلغ الحب إلى الإنسانية جمعاء .
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا