إنما الحياة سلسة متكررة من الأحداث، فكم من حكايا تُشابه ما مرّ بنا، وكم من أسماء تكرر أشخاصها بصفاتٍ أخرى.
حتى الشعور الذي يخطو خطاه الأولى فينا تكاد تنقطع أنفاسه ركضًا عند من سبقونا.
وقيمة الألماس التي نضعها أحيانًا تفقد قيمتها مع تكرار لمسها وتَرْخُص إلى أن تكاد الوصول إلى رفّ الخردة، نظرتنا البادئة التي يملأها التفاؤل وتحيطها السعادة تضمحل مع مرور الوقت، وينتحر الأمل فيها ويخوضها الحزن مع عقبات المواقف.
شخصياتنا لها الدور الرئيس في التعاطي مع هذا، فتجد شخصًا مقبلاً على العمل يبذل كل ما غلا جهدًا وخفّ شكرًا دون أي كلل أو تواني عن الوصول إلى مكان لا يراه سواه.
وفي المكتب المجاور زميلاً يقيس الأمور بزوايا صحته، والعبء الموصول منه فتوقف عند اللحظة التي جُحِد فيها كيلُ العطاءات التي قام بها؛ فما عاد يعيش لغير يومه ويسعد به.
لا مزيد من التضحيات؛ لا مزيد من التنازلات فالميزان الذي يكيل به الأخذ يساوي به مكيال العطاء.
صورتان متضادتان لشخصيتين مثابرتين أحدهما توقف عن إعطاء المزيد، وفهم معادلة الحياة حتى تساوت عنه الأطراف.