الأمراض والأوبئة التي تظهر فجأة و تنتشر إلى العالم كله تثير الهلع والقلق و تستنفر الدول لمحاصرة ذلك المرض ، هي نوع من إعادة ضبط للإنسانية. يظن الانسان بذكائه و عبقرتيه أنه يعي و يسيطر على مجمل مجريات الحياة فيطغى و يتسيد في الأرض ثم يأتي فيروس لا يرى بالعين المجردة ليهز كيانه ويقلق منامه وهنا تظهر قوة الله عز وجل في اوهن المخلوقات. كما أن من النواحي الإيجابية لهذه الأمراض ان تعيد توجه الانسان الى الأمور التي يجب أن يلتفت إليها و تستولي على جل اهتمامه مثل الصحة العامة و زيادة قوة المناعة والاعتناء بالنظافة و تصحيح بعض السلوكيات الخاطئة التي تسبب انتشار الامراض و التي جُلبنا عليها و قبلنها دون نقاش أو تفكير لكونها عادات و تقاليد مثل تناول الوجبات المشتركة أو استخدام أدوات الاخرين و اشدها كرهاً علي ان يقوم " ملقوف" بتقطيع اللحم وقذفه لي بيده في ما يليني من الصحن.
التدابير الوقائية التي اتخذتها الوزارات، بإذن الله، ستحد من تفشي هذه الوباء و نحن نهيب بالمواطنين مساعدة الجهات المسؤولة لحماية أبناء الوطن من هذا المرض الخطير. الآمر الأخر يجب ان نعيي بالضبط خطورة هذا المرض و كيف انتقاله للأخرين . كما شاهدت، فالناس اخذوا يرتدون الكمامات لحماية انفسهم من العدوى بينما يجدر بهم غسل أيديهم و تعقميها بشكل نظامي، فالفيروس ينتقل عن طريق سوائل الجسم و ملامستها ثم يلج الجهاز التنفسي ويصيبه . بينما الكمامات للمصابين لكي لا يصيبوا الأخرين بالعدوى و اما ارتداء الكمامات او شراء المعقمات بعد تضاعف أسعارها فهو شكل من اشكال استغلال التجار لهذا البلاء الذي يحتم على الجميع التكاتف و مواجهته بعقلانية . الآمر الأخر هو عدم الانسياق خلف الإشاعات و الأخبار المغلوطة و أخذ الأخبار من مصادرها الصحيحة. تريثوا ولا تهلعوا، فنسبة الوفاة من هذا المرض لم تتجاوز ال2% وهي اقل بكثير من امراض نسبة الوفاة فيها اعلى بكثير مثل السرطان او امراض السكر أو حوادث السيارات فيجب مواجهة الامر بعقلانية و هدوء.
ختاماً، عندما نواجه أي مشكلة في أي منظومة نتجه لأعلى مسؤول فيها، و بما ان مرض الكورونا أصاب جميع دول الأرض ، فيجب الاتجاه الى الله عز و جل خالق هذا الكون بالدعاء والانابة والتوكل عليه، ثم على جهود الأطباء في مكافحة هذا المرض، وهم فعلا من يستحقون الإشادة على جهودهم الكبيرة وموقفهم في مواجهة مباشرة معه و تاريخ الإنسانية سواء بالحاضر أو السابق مليء بالتضحيات حتى ان منهم من قضى نحبه في مواجهة الأمراض والأوبئة وإيجاد علاجها، هم فعلا فخر الإنسانية و يستحقون منا الذكرى بالاحترام والتبجيل أي كان دينهم أو لون عرقهم .