إن عاطفة الطفل وحالته النفسية تعد بناء لما يكون عليه في سنوات عمره ، ومعرفة مايحدث للطفل في كل مرحلة من خصائص النمو تنعكس عليه في تكوين شخصيته لاحقا سواء شعر بذلك او لم يشعر بطريقة مباشرة او غير مباشرة ، فالكثير من الحالات النفسية او الأزمات العاطفية ترجع لمواقف وتجارب سابقه ٠
لذلك يعد الوالدان الأساس الذي ينتج طفلهم ويبني تفكيره ومشاعره وحالاته النفسية وانفعالاته وتكيفه مع المجتمع المحيط به وهما الاهم لصحته النفسية
فاجعل لطفلك الراحه التامه للتعبير عن مشاعر (الحزن أو الفرح)بالبكاء او الشكوى او الصراخ او ايا كانت تعبيراته العاطفية فاطلق له العنان في ذلك
فالضغط من الاسرة على الطفل في عدم التعبير يعرضه لمشاكل نفسية كبيره منها عدم التعبير عن نفسه وانعدام الثقه وعدم تقدير الذات فتتكون لديه قناعه ان تعبيره عن ذاته سيقابلها قمع ورفض فعدم اتاحة الفرصة للطفل بالتعبير عن المشاعر ستتطور لتكون بشخصية الطفل وتتكون لديه انفعالات سلبية يصعب التخلص منها مستقبلا
اليوم سأكتب عن موقف طالما حرك شجوني ونبض له فؤادي وسيبقى عالقا بأحلى تفاصيله
في احد الايام وبينما انا في مكتبي
دخل علي ولي أمر يسأل عن ابنه وكيف مستواه الدراسي اعرفه جيداً واعرف اهتمامه الشديد على ابنه وتفكيره المفرط به
مما اثر ذلك جلياً على الاسره ومنه على الابن
تحدث الي قائلا اني خائف على ابني فهو يشتكي من كذا وكذا وفحصت عليه بأكثر المستشفيات وأشهرها وكانت الحمد لله كل النتائج سليمه
انظر اليه وهو يتحدث والالم يعتصر كلماته ونظراته
وهو يريد ان يبني مستقبلا لابنه دون ان يلامس الواقع ويعيشه بتفاصيله.
هنا ابدأ بالقول
لابد ان نلامس الواقع ونعرف قدرات ابناءنا ونعرف ان هناك فروق فردية ليس المستقبل بالاحلام وإنما بالبناء الذي يوازي قدرات الابناء ليس ان نبني لهم بناءاً كله احلام وأمنيات بعيداً عن الواقع.
اثقلوا على ابنائهم نفسيا فعندما يشتكي الطفل الأغلب أن ذلك لايكون الا بسبب ضغط الاسرة التي لا يوازي قدرات الطالب التي وهبها الله له.
اكثر مايكون في ابنائنا الطلاب عند تفحص الحاله والتحقق منها فقط نفسيا نعم نفسيا وهو الاهم في بناء ابنائنا بناء سليما قوي الملامح يبنى بواقع تام يلامس القدرات ويكشف المواهب
مهما كنّا نريد من الابناء لابد ان نقدر قدراتهم ونعرف ميولهم ورغباتهم ولا نحملهم فوق طاقاتهم بل يجب ان نتحمل المسؤولية التي على عواتقنا بإن نهيئهم نفسيا ونبتعد عن المقارنات حتى بين الاخوان فكل ابن له طبيعته وقدراته فليس الكل متساوين بالقدرات.
هناك قنوات مفتوحه للاستشارة لبناء طفلك البناء السليم القوي وفقا لعوامل نفسية مهمه تجعله ذلك البناء قوي مبني على المعرفة والإدراك التام.
اجعلو أبناءكم يعيشون طفولتهم بعيدا عن المثالية التي تسيطر عليكم فكل مرحلة عمرية لها خصائص نمو فاجعلوهم يعيشونها بفرح لتبقى ذكرياتهم داعمه لهم لتحقيق قدراتهم
فحينما يعيش طفولته بخصائصها تظهر لك جليا كثيراً من السلبيات والايجابيات لتعزيزها ومعرفة شخصية طفلك لدعمها وتحفيزها واستغلال جوانب الصغف لتقويتها وكذلك لتبدأ بكيفية التعامل مع ابنك وفق مقومات شخصيته لتستطيع التعامل معه وفق أسس نفسيه تسهل لك الكثير من الصعوبات وتكن سعيدا في كيفية سهولة التعامل والوصول به حيث تريد
اكرراحبتي أن الجانب الهام والمهم والذي قل من يتفهمه ويحرص عليه الا وهو الجانب النفسي
الجوانب النفسية هي من تحدد حالة الابن سواء السلوكية او العلمية
لذلك ارجو ان لا نغفل ذلك الجانب المهم فلربما كلمة دخلت قلب الطفل اثرت عليه بشكل إيجابي وغيرت الكثير في شخصيته نحو الأفضل وربما كذلك العكس
يعتقد البعض ان تلبية رغبات الطفل هي من تجعله سعيد مقارنة في بعض رغباته تؤثر عليه مستقبلا ونحن نعلم ان هذه التلبيات كلها رعاية وليست تدخل في مضمون التربية في شيء. فرعايتك اليومية لابنك لا تعد في الغالب تربية. ولكن لابد لك ان تعرف الفرق لتستطيع التأثير على ابنك وفق أسس نفسية مبنية على المعرفة وليس التجربة على ابنك لمعرفة هل يؤثر ذلك ام لا.
في احدى السنوات في بداية العام وبينما انا أتجول بين الفصول لفت انتباهي ذلك الطالب الذي طالما اعرفه جيدا. ببشاشته وروحه الجميله الا انني تفاجأت بحالة الانطواء والسكوت والتفكير الدائم الذي يمر به فقلت للوهلة الأولى لعله اليوم فقط وداخلي يقول غير ذلك وفقا لملامحه وشكله فقد راقبته اسبوعا. كاملا دون ان اتحدث اليه
بعدها اخذته الى مكتبي لاقترب منه محادثا له وتركت له الكلام الا انني تفاجات في بداية حديثه بالبكاء تركته لياخذ راحته المطلقه لان يفرغ مابداخله فلم يجد من يلاحظ ذلك حتى من البيت.
للاسف كان السبب موقف لا مقصود من الاب في التفرقة في التعامل مع الابناء داخل البيت وهو ماغير الابن من حالته الإيجابية الى حاله ربما تكون سبب في تغير الكثير داخله وانكساره من ذلك الموقف ومايودي الى صدمه تبقى ملازمه له ماحيي
عندها تم التواصل مع ولي الامر لعلاج ذلك الموقف منه
هنا اكتب لعل حروفي تصل لمن يقراها يليغير مافي نفسه ليتغير ابنائه للافضل.
حروف لانريد منها الا انها تصل الى حيث نريد ان تصل فهناك الكثير يحتاج الى التثقيف ان الحاله النفسية للطفل هي الاهم من كل مقومات الحياة فهي مدخل قوي الى التربية ومنها الى احداث تغييرات إيجابية في حياة الطفل
ربما عدم التركيز على الجانب النفسي وعند ملاحظة تغييرات الطفل النفسية. سواء من الانعزال والوحده الى غيرها
قد تتحول الي إضطرابات نفسية تحتاج الى تدخلات طبية لا قدر الله فالملاحظة السريعه من المربي ومعرفة تغييرات الطفل . من الناحية النفسية او السلوكية تحد من تطور الحاله النفسية والسيطرة عليها وعلاجها
فيجب على المربي ملاحظه حالة الطفل النفسية باستمرار خاصة في مرحلة الدراسية الأولية والعليا. ومعرفة خصائص النمو لكل مرحلة في حياة الطفل الى ان يصبح وصل لمرحلة الادراك والوعي
وأخيرا أقول يجب على المربي تقديم المساعده الكافيه له وان تكون مرتبطة مع تغيير السلوكيات والتربية من اجل اكتشاف قدراته ومواهبه لمنحه ثقة عاليه بالنفس لتسهيل التعامل مع الطفل وان تمنح طفلك السلوكيات الإيجابية معه وهي تعتبر من اهم المباديء التي تجعل الطفل قادرا على تخطي المشكلات ايا كان نوعها بسبب قدرته على النظر بايجابية
نحوها وهذا ما يجعله يسيطر على تخفيف الضغط على نفسه ويجعله أيضاً قادراً نفسيا مهيأ لأي موقف والتكيف معه بسهوله مطلقه
قائد مدرسة سعيد بن العاص لتحفيظ القرآن الكريم بالليث