الحديث عن واقع التنمية في منطقة الباحة حاضراً ومستقبلاً كان محور النقاش في اجتماع وفد مجلس الشورى مع مجلس المنطقة برئاسة سمو الأمير الدكتور حسام بن سعود أمير منطقة الباحة والذي اتسمت كلماته بالشفافية والوضوح كما اتسمت رؤيته بالطموح . وقد تطابقت الآراء حول حاجة المنطقة لمزيد من الدعم لتحقيق التنمية الشاملة .. لإبراز هويتها الزراعية والسياحية لما تمتلكه من مقومات ومزايا رائعة من حيث الطبيعة والأجواء والتنوع وما تحويه من مخزون الكنوز التراثية المتمثل في القرى القديمة التي تتناثر كحبات اللؤلؤ على قمم وسفوح الجبال، يأتي في مقدمتها قرية ذي عين التي هي بصدد التسجيل في قائمة التراث العالمي . إلى جانب التراث الثقافي من المتاحف والفلكلور والتاريخ الناطق للآثار الغارقة في القدم والتي تتوزع بين جنباتها في تهامة والبادية والسراة تجسد إرثا عظيما وتعكس حضارة راقية وحياة نابضة لإنسان هذا المكان .
ولعل الجميل ما كشفه الأمير الحسام
بأن هناك خطة استراتيجية تطويرية للمنطقة ستتولاها إحدى الشركات المختصة سيتم التوقيع عليها قريباً .. مما يعطي بعداً للفكر الناضج والعمل النوعي لصناعة السياحة وتهيئة المنطقة لكسب المزيد من الفرص والوظائف التي تشكل الجذب السكاني والاستقرار المكاني .
والمنطقة في الواقع تشهد في الآونة الأخيرة حراكا تنمويا فاعلا بفضل الهمة العالية والجهود المخلصة والمتابعة الحثيثة والاهتمام الكبير من سمو الأمير . حيث بدأت تتجه إليها هجرة معاكسة بعد أن كانت تشكِّل أعلى معدلات هجرة على مستوى المملكة سنويًا .
وإذا كانت المعلومة الدقيقة تعتمد على الأرقام فإن مما يزيد من تميز المنطقة كونها الأعلى بين مناطق المملكة في كميات الأمطار في الشتاء والصيف، وبالتالي فهي أغنى مناطق المملكة في وفرة الغطاء النباتي والشجري وكثرة الغابات. فجبل شدا الشهير به نحو 50% من نباتات المملكة بمساحتها الشاسعة من حيث النوع والذي يحرص سموه لأن يجعله مقصدًا للسياحة البيئية والرياضية الجبلية وسياحة الكهوف التي تكاد تختص بها المنطقة. فهذه الخصائص النادرة مجتمعة تبرز القيمة السياحية للمنطقة التي ستعززها الاستراتيجية المنتظرة لتصبح الأنموذج الأميز بين المناطق السياحية . والأمل أن تحصل على المزيد من الدعم بما يلبي كل الطموحات والتطلعات .