لماذا نشعر احيانا اننا بلا فائدة، بلا تاثير حقيقي على من حولنا ؟ مرورنا على البسيطة مرور عابر بلا اثر يذكر ، انها حالة مقلقة تعتري الإنسان من حين لآخر . حالة العجز التام رغم ما نملكه من مال وقوة و سلطان، أو هكذا نظن!
ننصب الخطط و نعد العدة لإعداد جيل تام خال من الأخطاء بحجة ان خبرتنا في الحياة تكفي لمعبر أمن لركاب سفننا . نلهث و نناقش بقوة وجلد وصرامة الآخر لاقناعه بفكرتنا التي نوقن تماما انها صحيحة فنصطدم بالحقيقة ان الآخر في عالم مختلف وفكر مستقل عن عالمنا الكامل
مشكلة اللغط هنا هو عدم فهم دوائر الحياة الا وهي ثلاث دوائر : دائرة السيطرة وهي الدائرة التي تقع بالكامل تحت ارادتنا مثل أفكارها وكلامنا ومعتقداتنا الشخصية و قراراتنا المتعلقة بالظروف المحيطة بنا. الدائرة التالية هي دائرة التأثير وهي تشمل الأشخاص التي نؤثر عليهم مثل طلابنا و موظفونا وأبناؤنا وهؤلاء قد نؤثر عليهم بالكلام أو المال ولكن لا نسيطر عليهم فلهم عالمهم الخاص و دائرة السيطرة الخاصة بهم و التي لا يسمحون لاحد بالتدخل بها ، مثلك تماما . الدائرة الثالثة والأخيرة هي دائرة الاهتمام مثل الأخبار العالمية وأحوال الطقس والرياضة وحتى اخبار المشاهير والإعلامين. وحري بنا ان نعلم اننا نقع في دائرة التأثير الخاصة بهم . يجب ان نعطي الاهتمام الأول للسيطرة ثم التأثير ثم الاهتمام . ان ما نراه اليوم من ضياع الساعات والجهد في الدائرة الثالثة التي لا نقدم بها ولا نؤخر.
ختاماً احبتي ، صبوا جل اهتمامكم على الدائرة الأولى فهي بذرة النجاح في هذه الحياة وكن فخوراً مهما آلت اليه الظروف وكن راضيا علي نفسك ان نصحت عزيز عليك ولم يطيعك ففي النهاية القرار قراره .