ديننا الإسلامي الحنيف اختاره الله ليكون آخر الأديان ، وجعل نبيه محمد عليه الصلاة والسلام أفضل رسله ، فكانت أمته خير أمة أُخْرِجَتْ للناس .
والإسلام رسالته رحمة للعالمين ، نظر إلى الإنسانية واحترامهامعتبرا أن الكل خلق من خلق الله .
والمتأمل لحياة الرسول عليه الصلاة والسلام يجد أنه كان يحمل رسالة
ربانية لهداية البشرية ، فالتزم بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن ، فدخل الناس في دين الله أفواجًا ، ولحق بالرفيق الأعلى تاركًا أمته دينهم الذي ارتضاه الله لهم .
إن الصحابة رضوان الله عليهم قاموا من بعده لنشر الدين بالعلم ، فبرز من بينهم من بذلوا نفوسهم في الإرشاد والتوجيه حتى وصل الأمر إلى التابعين وتابعي التابعين من بعدهم .
وفي هذا العصر كثرت الفتن والمحن بظهور ثورة التطرف والإرهاب في ديننا الحنيف ، وذلك بوجود فئة من الناس ، تلك الفئة تنتمي إلى تيارات وحركات جعلت الكراهية في نفوس المسلمين ضد غيرهم، وذلك باستخدام نصوص لم يتعمقوا في فهمها وأسباب ورودها ، فكانت النتيجة تنفير الناس عن الدين ، والأمر ليس كذلك ، فالدين جاء رحمة للعالمين ، ولجمع القلوب على المحبة والصفاء حتى تتوجه إلى مقلب القلوب سبحانه وتعالى .
لقد رزق الله المملكة العربية السعودية قيادة حكيمة ، هي للدفاع عن الاسلام أمانة ومسؤولية ، بذلت جهودها منذ التأسيس على يد المغفور له الملك عبد العزيز إلى اليوم تحت ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله .
إن رؤية المملكة العربية السعودية نحو حماية الدعوة الإسلامية وتهذيبها من الجمود الفكري الذي استطاع أن يؤثر على صفائها ونقائها لابد من إعادة النظر في ترتيب البيت الذي ينطلق منه مشعل النور الرباني ، فاختارت المملكة وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة الإرشاد لتكون هي المرجعية الأساسية للعمل الإسلامي في المملكة العربية السعودية .
إذا كانت وزارة الشؤون الاسلامية هي سعودية من حيث التبعية لكنها عالمية من حيث الغايات والأهداف ، لأن غاية المملكة خدمة الإسلام والمسلمين ، وهذا الأمر تعتبره المملكة شرفًا لها ، من قادتها الأبطال خدمة الحرمين الشريفين .
لقد استطاعت الشؤون الإسلامية أن تحقق الكثير والكثير في هذه الأيام من البرامج والأنشطة الدعوية الهادفة منذ أن تقلد معالي الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله - منصب وزير الشؤون الاسلامية ، فهو الداعية والمرشد والمصلح ، كل ذلك مماجعل اسناد أمر الوزارة إليه كان أمرًا ناجحًا للعمل الإسلامي الوسطي .
المتأمل لحياة المسلمين اليوم يجد أنهم يواجهون تحديات تهدد مستقبلهم ، فالإرهاب تم إلصاقه بالإسلام ، وهو بعيد عنه كل البعد ، فصار شغل الوزير الشاغل تكريس الجهود في توجيه رسالة عالمية من خلال الوزارة على أن المملكة العربية السعودية منهجها دعم الوسطية ومكافحة التطرف والإرهاب .
اتفاقيات يبرمها بين الوزارة والمؤسسات الدينية العالمية للعمل الإسلامي المشترك ،وهذا مما يقوي رؤيته الثاقبة في القضاء على ظاهرة الإرهاب .
وفترة توليه الوزارة إلى اليوم وجيزة جدًا ، وهو يحقق الكثير ، وأعظم مشروع داخل الوزارة يقيمه افتتاح مقر الإتصال الموحد ١٩٣٣الجديد في مبنى الوزارة .
ولكن في المقابل نجد أن هناك جهات عالمية معادية للملكة العربية السعودية كانت تتلقى دعما سعوديا لكونها كانت تتظاهر بالإسلام ، وكانت تسترزق من خيرات المملكة ، واليوم تعادي السعودية بعد ما ارادت السعودية اجراء إصلاحات وتعديلات في مؤسساتها الاسلامية التي كانت في السابق سببا في اتهام الآخر من أن السعودية تدعم الإرهاب ، وهي بريئة من الإرهاب .
فالسعودية دعمت القضايا الاسلامية ، من إقامة مراكز إسلامية عالمية، ومساجد ومدارس كلها في خدمة الاسلام ، يشهد بذلك القاصي والداني .
ونحن نعتقد اعتقادا جازما على أن معالي الوزير نيله لثقة القيادة الرشيدة الحكيمة في المملكة ثم المؤسسات الاسلامية العالمية يعطينا قوة اليقين على أن المملكة العربية السعودية تعتبر المرجعية الأساسية للدعوة الاسلامية في العالم .
ففي هذه الأيام من خلال حرص الوزير على دعم الوسطية ومحاربة الإرهاب ، يقوم بزيارة إلى الامارات العربية المتحدة لكون البلدين الشقين تجمعهما رابطة الأخوة الدينية والعرقية لتقريب المفاهيم وتوحيد الصف في مواجهة التحديات .
ومن هنا كانت النتيجة أن أعرب معالي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالإمارات عن خالص شكره وتقديره للوزير الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ على هذه الزيارة الكريمة ، مؤكدًا أن الهيئة تنتظر للملكة كمرجع إسلامي في تقديم الخدمات للمساجد ومنسوبيها وذات خبرة بكل يقوي شوكة الإسلام .
المملكة نجحت في رسالتها ، واليوم بمؤسساتها التعليمية تخرج منها الدعاة الذين يقودون العالم من المراكز والمساجد بل من المناصب الحكومية ، فكانت الشؤون الإسلامية برعاية آل الشيخ - حفظه الله - تحملت مسئولية دعم الوسطية ومكافحة الإرهاب .
بقلم الشيخ : نورالدين محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا