إن الله اختار بقاعا فجعلها أعظم البقاع ، ومن بينها بل وأشرفها أرض الحرمين الشريفين ، الأرض المباركة التي تضم المدينتين العظيمتين مكة المكرمة والمدينة المنورة ، منهما انطلقت الدعوة المحمدية إلى العالم .
ففي القر آن الكريم ورد ذكر المدينتين في موضع التشريف والتعظيم .
فمكة المكرمة وصفها الله بقوله ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعامين ..).
أما المدينة المنورة فالقرآن الكريم قد مدح الانصار الذين فتحوا قلوبهم لاستقبال المهاجرين الذين هاجروا من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة يبتغون فضلا من الله (والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ..)
إن المملكة العربية السعودية منذ أن أشرقت شمس توحيدها وجمع كلمتها بعد الفرقة والنزاع على يد المغفور له الملك عبد العزيز ثم أولاده القادة من بعده جعلت سياستها الالتزام بالقرارات الدولية ، والسعي لاحترام الإنسانية .
إن رسالة السعودية واضحة ، فهي المملكة التي دعمت قضايا العالم بأسره ، واثبتت قوتها في التعامل مع التحديات بحسن رأي وصدق عزيمة .
لبت نداء المتضررين لإغاثتهم ، فهي الرائدة للتضامن الإسلامي .
شهد العالم دعمها السخي للقضية الفلسطينية من المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله عام ١٩٤٨م ، وكلا من الملك سعود زارهم وقطع البترول وكذلك الملك فيصل زارهم وقطع البترول رحمهما الله .، الملك خالد رحمه الله دعمهم ماليا ، الملك فهد رحمه الله تبرعات مالية بمئات الملايين من الدولارات ، الملك عبد الله رحمه الله بدم مبادرة السلام العربية وتبرع لإعمار غزة وحدها بمليار دولار هذا عداالدعم المادي الآخر .
أما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - أطال الله في عمره - تدخل وحل إغلاق الأقصى ٢٠١٧م وواصل الدعم المادي للشعب الفلسطيني .
الشعب السعودي الكريم قدم أكثر من ٣٠٠ شهيد +ريال فلسطين المشهور وغير ذلك الكثير .
ولكن الأدهى والأمر بعد مقتل الإرهابي الذي أشعل نار الفتنة وتدمير المنطقة قاسم سليماني نجد ممن يتباكون على هلاكه معلنين اللعن على السعودية ناسين الجميل ، فعقدوا مجالس العزاء في غزة بخطب وكلمات تمجد من دمر بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء .
فكيف تنسى حماس مواقف المملكة نحو القضية الفلسطينية وتقدم ولاءها لنظام ولاية الفقيه ؟
شاهدنا نوري المالكي وزير العراقي الاسبق وهو يتوعد امريكا ومن وقف معه في اغتيال قاسم سليماني مدعيا أنه تم قتله غدرا لانه كان مدافعا عن الثورة الإيرانية ، هكذا يزعم من زرع الإرهاب في العراق بظهور داعش أيام حكمه ، اليوم يتبرأ مما صنعه من تمزيق العراق ويسب الولايات المتحدة الأمريكية .
أما مفتي سوريا بدر الدين حسون فجعل الإرهابي قاسم سليماني في منزلة الشهداء لانه لم يقتل مسلما وإنما كان يقاتل الكفار ، فأين المسلمون الذين تركهم ولم يقتلهم ؟.
ينبغي علينا أن نعلم أن من العدل والإنصاف أن من أحسن إليك أن تحسن اليه فإن لم تستطع فادع له .
لم نكن نتصور من أن قاسم سليماني سيكون له شأن حتى يصل الأمر إلى إقامة صلاة الغائب لأهل غزه عليه ، وهومن هدم المساجد وخدم المشروع الإيراني للعودة الى الطقوس المجوسية .
وعند وفاة المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - أعلن إمام الأقصى إقامة صلاة الغائب على روحه ، فوقف السذج من الشباب الذين اشتراهم الإرهاب ليرفعوا أصواتهم بعدم الصلاة ومنع الإمام عن ذلك .
أهذا هو العدل والإنصاف ( مالكم كيف تحكمون )
من ظن أن سبه للسعودية انتصار له ، إنه في منتهى الغباوة والسفاهة لأن الشمس ساطعة ، والسعودية هي الشمس التي أشرقت وعم ضياؤها الكون جميعًا .
فمن عادى السعودية أذله الله ، (وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله ).
السعودية مكانتها عظيمة في نفوسنا ، ولن يعتدي عليها إلا من أعلن الحرب على الله ، ومن أعلن الحرب على الله أهلكه الله وجعله عبرة للناظرين ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم )