إن الحياة بأحداثها هي سنة الله التي فطر الناس عليها، والحياة أفراح وأحزان ، وإنما بمواجهة الأحداث لابد من دراية وتثبت وصدق عزيمة.
ففي تاريخنا المعاصر نجد أن المملكة العربية السعودية بعد توحيدها على يد الإمام المصلح الملك عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه - قطعت شوطًا كبيرًا في مواكبة العالم بل في مقدمة العالم سياسيًا وثقافيًا واقتصاديًا واجتماعيًا .
فليست المملكة العربية السعودية دولة غير منفتحة أمام العالم دون تغيير الثوابت ، لكنها تشارك باستراتيجيتها الحكيمة في صنع القرار الدولي لإيمانها الكامل على أن السلام العالمي لايتحقق إلا بالتعاون المشترك بين الأمم والمجتمعات بغض النظر عن اللون والمعتقدات .
بهذا التصور تصدرت المملكة إقليمية وإسلامية ودولية ، وذلك بجهود قادتها الأبطال من لدن المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الامين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله- في تقديم صورة مشرقة لمهبط الوحي ومنبع الرسالة ومأوى أفئدة المؤمنين .
وفي هذا العهد الميمون بقيادة سلمان الخير تساهم المملكة العربية السعودية مساهمة قوية في دعم عملية السلام وبناء جسر التواصل بينها وبين العالم في المجال الدبلوماسي.
والمتأمل يجد أن القمم الثلاث المنعقدة في مكة المكرمة خلال شهر رمضان الماضي في مكة المكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تعطي دلالة واضحة على سياسة المملكة الحكيمة التي تنبثق من إيمانها القوي على أن لها مكانة مرموقة أمام العالم وذلك لاحترامها بالمواثيق الدولية والقيم الإنسانية ، ومحاربة التطرف والإرهاب .
القمم الثلاثة الخليجية والعربية والإسلامية كان محور الحديث فيها مواجهة التهديدات الإيرانية للعالم بسلاحها النووي وتدخلها في شؤون الغير ، وبالأخص دول المنطقة .
واليوم تشهد عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض القمة الخليجية الأربعين بحضور قادة دول مجلس التعاون الخليجي وسط أجواء ترحيبية من السعودية .
فهذه القمة ليست كغيرها من القمم الخليجية ، وذلك أن القمة تنعقد والدول الخليجية تعيش تهديدات من إيران على أمنها مستخدمة بعص دول الجوار لإشعال نيران الفتنة .
وتأتي القمة لتتوج المملكة تاج العز والكرامة على مواقفها الثابتة نحو المحافظة على حماية البيت الخليجي ، وظهر ذلك عند خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - أثناء كلمته التي دعى فيها إلى نبذ الخلاف ومواجهة التهديدات الإيرانية .
المملكة رائدة التضامن العربي والإسلامي والخليجي ، فهي في طريقها المستقيم على دعم كل ما يجعل العالم يعيش في أمن وأمان .
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا