امتلأت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بأخبار عن ازمة الدخان في السعودية وهل تغيير العلبة غير الطعم والنكهة ام لا زلت النكهة كما هي و كل ما اشيع حول تغيير العلبة لا علاقة له بمكونات السجائر. وبما أني لست مدخن، و الحمد لله ، لكن كل من سألت من المدخنين قال بأن النكهة تغيرت وأصبحت اسوء وهم يطالبون بنكهة تعادل قيمة ما دفعوه.
الغريب في الأمر كله ان تاريخ التدخين كله بدأ من الهنود الحمر، سكان أمريكا الأصليين ، ثم قام كولومبس بنقل التبغ الى بقية العالم. منذ تلك الحقبة والتدخين انتشر بأشكال متعددة حتى قررت شركات التدخين إضافة القطفة الى مقدمة السيجارة لمنع أوراق التبغ من دخول الفم خلال مج الدخان.
في البداية رفض المدخنون استخدام تلك السيجارة باعتبارها تقلل النكهة الى دكة لا يقبل بها. واجه المصنعون ذلك بالدعاية فتعددت اختيارهم لشخصيات تثير شهوة المدخين ، فمن الجندي الى العامل الى الميكانيكي حتى استقر بهم الحال لاختيار راعي البقر " الكاوبوي" وهو يمج تلك السيجارة في سهول أمريكا الخلابة و هو يلاحق الخيل الرائعة الجمال، لتقفز أسعار المبيعات الى عليين بعد ذلك.
التدخين طال الجميع حتى العلماء والعباقرة، لاحقهم ادمان التدخين حتى نهايات عمرهم و تسبب في وفاتهم مثل البرت اينشتاين، مؤسس نظرية النسبة التي غيرت من موازيين القوى العالمية الذي توفي بسبب تمدد الشريان الاورطي البطني ثم سيغموند فرويد العالم النفسي الكبير الذي قضى عليه السرطان و جي ار ار توكلين مؤلف سلسلة ملك الخواتم التي توفي بقرحة بالمعدة وحتى مارك توين الكاتب الساخر العالمي توفي على اثر نوبة قلبية و العالم الإسلامي الكبير جمال الدين الافغاني الذي توفي بسبب سرطان العنق والرأس .
ومؤخراً صدر قرار منع بيع السجائر للأطفال في بلادنا وهي تعتبر من اهم القرارات في نظري . ختاما مهما فرضت الحكومات من ضرائب و قوانين وأعلنت عن خطورة التدخين فالمسألة لا تعدو كونها قرار شخصي والامر ليس سهلا فهو ليس بترك عادة التدخين وحسب بل تغيير نمط حياة بالعموم، يجب على من اقتنع بترك التدخين تغيير هواياته و إيجاد بديل صحي كالرياضة او الفن ثم عليه بتغيير اصدقاءه اللذين يشجعونه على التدخين و يشاركونه الأجواء. الانسان كامل بذاته و بكيانه ولا يحتاج لعنصر خارجي مدمر لصحته كي يصل الى السعادة والسمو .
على المدخن ان يقتنع ان بتركه تلك العادة السيئة فسوف يحمي عائلته و اطفاله من اخطار امراض التدخين حتى لا يتوارثوا تلك العادة منه. المسألة مسألة قرار شخصي بالدرجة الأولى و علينا نحن عدم المدخنين بدعم المدخن اتركه و إيضاح الفكرة له ان عبارة " شكرا للتدخين " لن يقولها لك الا شركات التبغ التي تريدك زبوناً دائما