ما مر/ يمر به العالم خلال الخمس سنوات الماضية، يجعلنا نتوقع ما بعد ذلك، فالمراقب للأحداث يجد أنه لم يخلو عام من أزمة أو أكثر، سواء داخلية أو خارجية، هذه الأزمات تركت آثار كبيرة وخطيرة في مختلف الأماكن والمجالات.
ومن خلال تتبع خطوات تلك الأزمات السابقة/الحالية وجدت أن أغلبها مفتعل (باستثناء الأزمات الطبيعية التي ليس للإنسان تدخل بها الزلازل الفيضانات..الخ) ولكل أزمة أهدافها وأطرافها، وبما أن عام 2019 شارف على الانتهاء، دعونا نحاول استقراء الخمس سنوات القادمة على ضوء ما يحدث الآن.
لن تكف الأزمات عن النشأة أو عودة الاشتعال من جديد، وكذلك صناع الأزمات الذين يتغذون عليها ويستفيدون منها، بل أن هناك إشارات لنشأة أزمات مستقبلية (2020 - 2025) وهذا أمر طبيعي في ظل عدم وصول بعض الأزمات السابقة لمرحلة الاختفاء، وهناك بعض الأزمات(قليلة) ستجد حلا لكنه مؤقتا.
الحدث الجديد الذي سيحدث ( وبنسبة عالية) نشأة حلف إسلامي جديد، كان في البداية ثلاثي: تركيا، باكستان، ماليزيا وستنضم دول أخرى لهذا الحلف، وتم وضع أسس له وأهداف تم إعدادها مسبقا، هذا الحلف له أسبابه في النشأة، وسيكون الحدث الأكثر تأثيرا خلال الأعوام الخمسة القادمة.
الحدث الآخر لا يقل أهمية عن الأول وهو: العلاقة الإسرائيلية مع أغلب الدول العربية والخليجية، حيث ستمر تلك العلاقة بتغير جذري واضح، وسيتم توقيع اتفاقيات على إثر ذلك (منها اتفاقية عدم الاعتداء)، مما يسبب بداية الانقسام الحقيقي بين هذه الدول وبين دول الحلف الإسلامي الجديد.
وفي خضم تلك الأزمات (أغلبها سياسي) ستبدأ في الظهور أزمة اقتصادية عنيفة، هذه الأزمة تسببت بنشأتها أمريكا والصين وروسيا وذلك في سبيل الهيمنة الاقتصادية، وستدفع دول كثيرة ثمن تلك الأزمة وأولها أمريكا (سيتأثر الاقتصاد الأميركي بصورة كبيرة وواضحة) وستنجوان روسيا والصين.
ولكن لا يعني ذلك عدم وجود إيجابيات، ففي ظل الأزمات هناك رابحون، وهي دول ستخرج من الأزمات محققة أهدافها (رغم أنها كانت طرف في بعض الأزمات) على سبيل المثال روسيا، أما الصين فستكون الدولة الأكثر نجاحا اقتصاديا، والمنافس القوي لأمريكا ( بعد صراع/حرب اقتصادية بين القوتين).
وبالنسبة للمناطق الأكثر تأثرا من تلك الأزمات، يأت في المقدمة: الإتحاد الأوروبي، هذا الإتحاد سيعاني من الاقتصاد والتوترات بين الأعضاء ( أمريكا وروسيا كان لهما دور كبير في ذلك) وهناك تغييرات في السياسات الداخلية والخارحية (خاصة المهاجرين، اللاجئين، الإسلام) وبصورة كبيرة.
الدول العربية لن تنجو من الأزمات، بل أن بعضها سيكون في وجه أزمة قوية تسقط الحكومة بسببها، وستستمر الثورات الشعبية (منها ما هو مفتعل) في بعض الدول (لن تنجح أغلبها) في حين بعض الدول ستنعم بهدوء نسبي واستقرار داخلي، وحتى دول الخليج العربي لن تنجو من تلك الأزمات وانقسامات.
أخيرا:
هناك مناطق/دول ستكون عرضة للانقسام، سواء سياسي أو حدودي، وسيأت هذا الانقسام على صورتين :
- داخلي : داخل الدولة الواحدة، ومن تلك الدول: اليمن، سوريا، ليبيا، السودان
- خارجي : منطقة الخليج العربي، ومجلس التعاون ( ربما خروج دولة منه وأكثر ) مع ازدياد التوتر فيما بينهم