أن تبذل كل جهدك و طاقتك، لا يعني النجاح المؤكد. فهناك مسألة أهم بكثير من الجهد والعرق والعمل المستمر وهي الاكسير الذي يفصل النجاح عن الفشل، الا وهي القدرة على إقناع الآخرين بموهبتك او افكارك. ولكي تصل إليك الفكرة واضحة اخي القارىء واختي القارئة، فاليكم بعض الأمثلة :
اجناتس سيملفيس وهو طبيب نمساوي، أول من شك أن نظافة يد الجراح و تعقيمها مهمة جدا لدرء انتشار الامراض و خاصة مرض حمى النفاس التي غالباً ما تكون مميتة. كان ذلك قبل أن يكتشف العالم فلمنج الجراثيم، بدأ الطبيب بتحضير محاليل الجير المكلور لتعقيم أيادي القابلات والأطباء و رغم نتائجه الإيجابية، إلا ان زملاؤه الأطباء رفضوا أفكاره متعلليين ان مهنة الطبيب في تلك الحقبة تعتبر مهنة راقية واياديهم نظيفة دوماً بينما ايادي المزارعين والعمال هي القذارة، لذا هاجموه وانتقدوه حتى كانت نهايته في مصحة نفسية!!
طبيب آخر عرف بجوزيف غولدبيرغر اكتشفت ان اسباب مرض البلاغرا وهو مرض قاتل انتشر في الجنوب الامريكي، هو اسلوب التغذية فقد لاحظ ان معظم المصابين به يقتصر طعامهم على الذرة والقمح وإن علاجه يكمن في التنويع الغذائي. رفض زملائه الاطباء أفكاره واتهموه بالعنصرية ولم يكتشوا صحة كلامه الا بعد وفاته. القائمة تطول و َتتنوع من جالييلو الذي أصر ان الشمس هي مركز الكون وحاربه علماء الدين في ذاك الوقت حتى أقصي وعزل الى فان جوخ الذي أبدع برسم لوحات رائعة بيعت بملايين ومات فقيرا مدعقا ، الي دوسفيدسكي الذي استند الي رواياته العشرات من الكُتاب وعلماء النفس الذي بلغ به الفقر والصرع ان رهن ملابسه، الي ادغار الن بو العبقري وعراب الروايات البوليسية وقصص الرعب التي تثير الهلع ، وهيث لودغر الذي جسد شخصية الجوكر بإتقان مذهل حتى توفي أثر جرعة زائدة من المنشطات ولم يرى النجاح الهائل الذي طال العالم كله و جائزة الأوسكار والكثير من العباقرة في مجالهم لم
تستوعب حقبتهم عبقريتهم الفذة.
ختاماً
الله وحده هو من يؤقت لك نجاحك فابذل جهدك وتوكل على الحي الذي لا يموت وحتماً لن يضيع جهدك. استمع للاخرين و قدم لهم النصح والارشاد والايضاح لافكارك حتى تصل بصورة صحيحة سليمة وتجاهل السلبيين و ركز على الايجابين حتى لو كانت في الاجيال القادمة لأنها حتما يأتى وقت وتستوعبة أجيال اخرين اكثر فهماً ووعيا .
1 comment
1 ping
م. محمد الحربي
23/11/2019 at 8:00 م[3] Link to this comment
اتفق معك ولعلي أعيد صياغة المعادلة (الجهد+العلم+التبني(الدعم)) توفيق الله=النجاح