منطقة الباحة الجميلة الهادئة المطمئنة ،يسكنهاء ابناء القبيلتين الأزدية غامد وزهران، عرف ابناؤها بالعمل الجاد والصدق والأمانة والوفاء هذا الى جانب الشجاعة والكرم، لا اعلم سبب ردات الفعل المتشنجة على نكتة او طرفة قيلت من شخص هذا علمه وفنه وعمله ،في مقطع إتيكيت المتداول مؤخرا نظر اليه البعض انها سخرية واستهزاء غير مقبول،فجاء احدهم ليقحم الوطن واللحمة الوطنية في الموضوع وكانه يستجير بالدولة على طرفة، بينما ذهب اخرون الى ان هذه الدعابة تنال من عزة المنطقة وشرفها وتثير النعرات ويطلب محاكمة صاحبها،وآخرين يرون ان الموضوع عبارة عن فن ساخر وهذا الشخص مبدع وفنان ويجب عدم ردعه لان الفن فن بحد ذاته ولا يجب تكميم الأفواه ،وهذا لا يعني اعتراض او اتجاه معاكس للجميع، او تاييد وتصديق للمبالغة المطلقة من صاحب المقطع الذي ستزداد شهرته ويكثر متابعيه ،والذي نال وسينال اكثر من حقيقة حجمه، أطراف تناولت الموضوع ورفعته في وسائل التواصل وبين المعارضين الكثرة المتشنجين والمستنكرين ،والقلة من اللذين لم ينساقوا معهم - لكل منهم بعض من الصحة-ومعهم حق كل بوجهة نظره وسعة افقه ،لكن ظهر بينهم طرف ثالث ،اشد بأساً واكثر تعنيفا وتجرؤواً ان يعود لاستخدام سلاح الدين ويوصل الموضوع اليه والتهديد والوعيد ،بما يستقطع من آيات للاستشهاد بها ،والويل والثبور لمن قال ولمن يرى غير ما يدعي اليه المتشنجون من اهل المنطقة ،والغيورين عليها وعلى سمعتها والذب عنها وردع من ينتهك حرمها وحرمتها المشرفة، ويحكم باسم الله بل ويجازي باسم الله ، فانا اراه مثل الصحويين اللذين يذبون بزعمهم عن الدين حسب اهوائهم، وكانهم هم لوحدهم حماة الدين، ومن ينتقد اسلوب واخطاء الصحوة فكانه يحارب الدين،فكيف لا يذب وهو وكيل عن الله في الناس وهو حارس امين لدين الله في الارض ومن حقه تكفير من يشاء ويرحم من يشاء،
لا يزال حلم الصحوة يعيش بيننا ومع بعضنا وتشربته ثقافتنا وكاننا نقول- هذا ما كان عليه آبائنا- ، نعود بدلًا من تحقيق تطلعات الوطن وقادته خطوتين للخلف وخطوة للأمام؟
نقحم الدين في طرفة او نكتت ونحتمي خلفه، وباسم الدين اتكلم ،الله اجل واعلا والدين اسمى وارقى من ان نقحمه في صغائرنا ونكاتنا ومزاحنا والله ارحم والطف ان يؤاخذنا بكبائرنا.
لنكف عن اقحام الدين فيما نهوى ونستخدمه سوطا لما لا يعجبنا، اما عن اصل الموضوع فهو حسب من يراه كل بمنظاره ؛الاسود التشائمي او الإيجابي الداعم المحفز الكوميدي،
ويكفي غامد وزهران جزء بسيط من ماضيها العريق.
فهم في الماضي سطروا بالمجد كل بلدان الشرق الاوسط وحكموها.
ثم جاء الاسلام فنصروه، جائت الدولة السعودية فوقفوا الى جانبها، جاء الاتراك فكسروهم،جاء الرخاء والعلم فسبقوا الناس.
قلّ أن تجد جامعة مرموقة في الشرق او الغرب بلا احد ابناء منطقة الباحة، لا مركز أبحاث او معهد للعلوم بدون احد منهم،أول من تعلم وحصل على الشهادات العليا،تأسس التعليم في منطقة الباحة قبل كثير من المناطق بجهود الدولة والمخلصين من ابناء الباحة ومن اول بدأ بتعليم البنات،صنعوا المجد والعلم والتاريخ،المنتصر هو من يقف معه ابناء غامد وزهران قديما وحديثا،العمران والبناء حديثا ،والزراعة والإنتاج قديمًا ،ميز منطقة الباحة عن غيرها من المناطق كما تذكُرهُ الوثائق والمكاتبات،فهي كانت مورد مكة من الحبوب والثمار والأخشاب.
وحديثا لا يوجد منطقة فيها من النهضة والبناء والازدهار الا قلة من المناطق تضاهي نهضتها.
ابناء الباحة الأوفياء مهما ابتعدوا عنها مكانيا الا ان لهم بصمات واضحة للعيان في منطقتهم لحبهم لها ولشرف الانتماء اليها، فضلا عن بصماتهم التي لا تخفى على أحد في الاماكن التي يقطنونها،وفي مراكزهم ومجالاتهم التي يطرقونها.
كان ابناء المنطقة قلة قليلة في المدن والمراكز الحضرية في بعض الفترات ووصموا بمسمى -الحجز-وكانوا هدفًا للتندر والمزاح والهزل، لم يزيدهم ذلك الاّ اصراراً وعزيمة وسعي لإثبات جدارتهم وتميزهم؛ليصبحوا بين عشية وضحاها قادة في مسالكهم وميادينهم.
هم السباقون في التحول والنهضة والازدهار وتحقيق رؤية القادة،بصدقهم ووفائهم وولائهم ينصرون ويناصرون ويحققون التطلعات.
ان من يطلق النكات والدعابات-الطقطقات-هم محفز ودافع لازدهار المنطقة ونبوغ ابنائها.
اتوجه لهم بالشكر والتقدير والعرفان لهذا التحفيز الداعم للقدرات والمفجر للطاقات ،التي تزيد ابناء الباحة سمواً وشموخاً وفخراً واعتزازاً.
ويكفي كل فرد من ابناء وبنات الباحة انتمائه لها والرد على منتقديهم بالأفعال وليس الأقوال.
ولننظر بان المقطع فيه مدح وليس شتم، فمن لا ينشد الهدوء والسكينة، ومن لا يروق له النوم المبكر-طبيعة المجتمعات العملية الجاده- ،اليست عكس السهر والتسكع؟
ما رايت من هدوء وسكينة هو فخر لثلث الصفوة الباقين في الباحة فثلث في جبهة القتال للذود عن الحياض وثلث في دور العلم ومراكز الأبحاث وإدارات الوطن وما رايت ليس الاّ صفوات الصفوة الجادين في إداراتهم ومدارسهم وحقولهم انكهم التعب فناموا باكراً.
فاجدادهم من سطر الأمجاد والمجد وهذا ليس صعباً او جديدًا على الابناء والأحفاد.
3 comments
3 pings
نسناس
20/11/2019 at 3:20 م[3] Link to this comment
العنوان يكفي😂😂😂😂🖐
محمد أحمد الخزمري
20/11/2019 at 5:01 م[3] Link to this comment
صح بوحك ابا محمد لقد كتبت فأجدت وتحدثت فأبدعت لا فُض فوك .. ولكني أرى أن يلجم هذا الرويبضه وأمثاله عن الخوض في عادات القبائل وقيمها التي هي مصدر فخر واعتزاز ، ودمت في خير .
ابو سامي
20/11/2019 at 10:39 م[3] Link to this comment
اشكر كل من تلطف بالمرور.