حدث اليوم في الفندق الذي اقيم فيه ويقيم معي العديد من زملائي من كافة مناطق مستشاري عيادات الأعمال.
استيقظنا على صوت صفارة إنذار، مما جعلنا مابين فريق مستغرب ، وجاهز للاخلاء وآخر غير مكترث لصوتها حتى في نومه ، واخرون لم ييقظهم الصوت ، وانا جمعت تلك الحالات في حالتي في نفس اللحظة ونفس الوقت ونفس المكان كلما سمعت الصوت حاولت استخدام كل الإمكانات الهندسية ،الميكانيكية ،والنظرية والتطبيقية ، وحتى بدأت استرجع تعليمات الركاب اثناء اقلاع الطائرة ، حتى (سترة النجاة لم اجدها تحت السرير ، ووجدت بطانية اخماد الحريق ) وحاولت استخدامها ، لكني لم اعرف سلكت مخرج الطوارئ ونبضات القلب كلما اسرع من صوت صفير الانذار مع كل دور من الطابق العاشر.
والناس من حولي وكأني أسلك أقصى المسار الايمين في الطريق السريع (طريق الشاحنات ) مع أن حمولتي خفيفة ورخصتي نقل خاص !! حتى اعادت اذني سماعها ،
والناس حولي .
فنزلت مكان التجمع ، وكان الحوار حول ماصار . ولكل شخص تفسير ووجة نظر واعتبار ، ومبرر عن جرس الإنذار .
فقلت في نفسي هل لكل ما يدور من حولنا جرس انذار ينذرنا بقرب وقوع الخطر ، او بحدوثه فعلاً ؟ .
وهل الاحرى بنا الانتظار لوقوع الخطر ليقرع الجرس ؟ فيقع الفأس في الرأس . وبدالاً من أن تكون العواقب سليمة ، تصبح اليمه، أو جسيمة أو وخيمة.
( يارب سلّم ).
جرس الإنذار ..
لكل مايدور من حولنا ، وما يدور داخلنا ، والكون الذي يقلنا فيه ، والسماء التي تظلنا ، والمجتمع يحوينا والجسم يؤينا ، وحتى التراب الذي منه خلقنا ، وفيه يوارينا ، وقبل أن يقرع جرس الإنذار توجد دلالات وعلامات ، توحي وتدل على خطر قادم .
فالسماء ترعد ثم تمطر ، والريح تهب ثم تعصف ،والعين ثم ترى ثم تحب ، والقلب يقسى ثم يبعد ، والجسم يحتمي ثم يمرض . ومرحلة الى مرحلة توجد العديد من الظواهر والعمليات للوصول الى المرحلة الاخرى.
هكذا هو الحال بالنسبة للإدارة، فعند انخفاض الإنتاجية بشكل عام ، وانخفاض إنتاجية الموظف بشكل خاص عن متوسط أدنى معدلاتها للمنشآت المماثلة التي تعمل في نفس النشاط ، والتي تظهر في قلة الربحية وانخفاضها بشكل مفاجئ او متدرج ، والدخول في دائرة الخسارة ، سيصل بها الحال الى التعثر ومن ثم الخروج من السوق .
وفي الموارد البشرية زيادة معدلات دوران العمل (الدخول والخروج) مؤشرات ودلالات لقرب قرع جرس الإنذار.
إن دلائل الخطر هي نتائج رصد حقائق وظهور أعراض واكتشاف خبايا ، ورؤية أشياء وابعاد لم تكن منظورة من قبل ، تشير جميعها الى امكانية حدوث توقف كلي أو جزئي أذا كانت هناك دلائل تتعلق بمنشأة ما.
فعند اكتشاف المؤشر والدلاله لابد من عدم الوقوف مكتوفي الايدي واتخاذ اجراءات سريعة ومركزة للحيلولة دون وقوع الضرر .
كنت في احدى المنشآت احاول ايجاد طريقة لمعالجة الخلل الذي قد يتفاقم ويحدث ضرر ، والذي قد يحدث توقف وخروج من سوق العمل ويحدث ألم.
فكانت مؤشرات الإنذار المبكر تتركز فى كل ما يتعلق بصلاحية بيئة العمل الداخلية والمناخ التنظيمى من حيث اكتشاف ورصد التسيب والإهمال ، والصراع ، والتركيز على المصالح الذاتية على حساب مصلحة العمل ، والشكاوى، والجزاءات، والمخالفات ، والحوادث ، وزيادة معدلات انخفاض العملاء ، – وادارة العمل بعمليات تجسسية ترفع التقارير السرية من الموظفين العادين لمجلس الادارة ، ومجلس الادارة منقسم حزب محافظ ، واخر مناضل ،واخر لا الى هؤلاء والى هؤلاء .
وبالطبع فإن فساد بيئة العمل الداخلية والجاسوسية ، هو من أكبر وأهم أسباب انخفاض الإنتاجية ، وهو ما يعنى أن مؤشرات فساد البيئة الداخلية للعمل هو مؤشر ودلالة مبكرة لاحتمال قرع جرس الخطر في المنشأة ، والذى قد يشير كما سبق إلى الانخفاض الحاد فى الإنتاجية إلى الدرجة التى تؤدى إلى التوقف الجزئى فى بعض الأنشطة الرئيسية ، ومن ثم التعثر والاقتراب من حالة التوقف الكلى .
وهذا ماحصل توقفت المنشأة عن العمل وهي في افضل اوقاتها ،لأن مؤشرات السوق ودلالته الاقتصادية والتجارية تبشر بنجاحها وتحقيق مكانه متميزة في السوق .
كل ذلك لايقتصر على المنظمات والمنشآت فقط بل ايضا على المجتمعات ودلائل الخطر فيها لا تقتصر فقط على الانخفاض الحاد فى إنتاجية العمالة ( الإنتاجية الكلية للمجتمع ) ونقص التشغيل المستتر ، ومن ثم زيادة معدلات البطالة ، ولا اللجوء والتركيز على مشروعات وأنشطة المال السهل ، والتى تركزت وتبلورت كلها فى تأكيد خلل وقصور وربما فساد البيئة الداخلية وشيوع حالة من الإحباط واليأس وفقدان الأمل فى الحاضر والمستقبل ، ولكنها تتجاوز ذلك إلى انحسار هيبة وتأثير المجتمع فى محيطه الإقليمى .
إذن لنحذر من تلك الدلالات والمؤشرات ، فقبل أن نقرع الجرس …
نريد من يعلق الجرس .
تحياتي .