سأتجاوز أسباب نشوء هذه الأزمة، وكذلك الأطراف والأهداف ( الجميع يعرفها ) وأبدأ من المرحلة التي وصلت له : وصلت الأزمة للمرحلة الرابعة من مراحل الأزمة وتسمى ( مرحلة الانحسار أو التقلص ) وهي ما قبل الأخيرة ( مرحلة الاختفاء )
هذه المرحلة ( الانحسار أو التقلص ) تصل لها الأزمة عندما تتفتت بفعل التصادم، وتصبح أجزاء متناثرة وتفقد قوتها المعززة لها واندفاعها، ومن ثم للانحسار والتقلص، وهناك أسباب لحدوث ذلك، ومن خلال تتبع خطوات هذه الأزمة تظهر لنا أسباب وصولها لهذه المرحلة وهي :
- قناعة جميع الأطراف أن لا منتصر في هذه الأزمة ( وهذا حقيقي ) حيث تعددية الأطراف وكذلك الأهداف، وكلما كثر الأطراف في أي أزمة تصبح أكثر تعقيدا، خاصة حين تكون تلك الأهداف غير متفقة ( الداخل اليمني ) وهذا ملاحظ بين الحكومة والانتقالي والحوثي، فلكل طرف أهداف ورؤى وكذلك حلفاء
- إيران : التغلغل الإيراني في الأزمة اليمنية واضح ومعلن، فهي حليف الحوثي ذراعها في اليمن وكذلك طرف( خارجي ) في الأزمة ومغذي لها ( المحرك ) فكان لابد من كبح هذا التغلغل وقطع هذا الذراع بشتى الطرق، ومع الحصار المفروض عالميا عليها بدأ الضعف يظهر عليها ويتقلص دورها تدريجيا
- اتفاق الرياض : هذا الاتفاق كان له دور جوهري في دفع الأزمة للأمام ( نقلها من المرحلة الثالثة : النضج، إلى المرحلة الرابعة : الانحسار والتقلص ) فقد جمع بين الأطراف ( الحكومة والانتقالي ) في اتفاقية موقعة بينهما ومرضية للطرفين ( لابد من تفعيل الاتفاقية على أرض الواقع )
وماذا عن الطرف الثالث الحوثي ؟
هنا يأتي دور عمان بصفتها دولة محايدة في الأزمة فهي وسيط ناجح ومقبول، والحوثي ( خاصة ) يقبل بذلك، والزيارة المعلنة إلى عمان ستضع اتفاقية ثانية ( ثانوية ) بين السعودية وحلفائها من جهة والحوثي من جهة أخرى ( إيران ليست من ضمن الاتفاقية)
هل سينجح الأمر ؟
باعتقادي لابد أن ينجح فالخروج من الأزمة اليمنية بات ضرورة قصوى، فكلما طال أمد الأزمة وأصيبت بجمود يصعب حلها، ويجب الاسراع في ذلك، سواء بتفعيل اتفاق الرياض أو اتفاق عمان( اتوقع نجاح هذا الاتفاق ) ويجب التنويه أن نهاية الأزمة ( كليا ) سيستغرق فترة ليست قصيرة