الساعة الآن السابعة صباحًا - الاثنين - ١٤ أغسطس ٢٠١٨م ...
ذهبتُ في الصباح الباكر إلى أحد شواطئ جدة، وهممتُ بتناول الإفطار مع نسمات الصباح وهواءه العليل، وما ان انتهيتُ حتى أدركتُ ان الطيور التي تزقزق من فوقنا والعصافير التي تغرد قد تكون جائعة!
فنهضتُ وبيدي قطع الخبز الزائد، قطعته صغارًا وذهبتُ به نحو الطيور وما ان اقترب منها تذهب وتطير بعيدًا عني، لا أفهم لغة الطيور ولكني حاولتُ بكل ما أستطيع أن أفعله لكي لا أمكّنها من الطبر وأخذ لقمة العيش التي تبحثُ عنها ولكنها! أبت وأرادت الرحيل دُون جدوى.
فحرتُ جوابًا من أمرها كيف لها أن تهرب مني وانا الذي احاول ان اطعمها ما تبحث عنه !
ولكني تأملتُ حينها أن الله جمّل الانسان بالعقل الذي يدبر له كل أمور حياته،
فأخذتُ أفكر اننا نحن البشر في أوقات كثيرة نجهل القدر ونغضب من أمور نظن أنها شرًا لنا وما ان ندركها نتيقن حينها أنها كانت الخيرة.
ومن هُنا ايقنتُ أنه لابد من الصبر على الأمر الذي تظن مجرد الظن ! انه ابتلاء فقد يكون رزقك الذي تبحث عنه، وانت في الحقيقة تُحاول الهروب منه.