لكل أزمة تحليل وهذا التحليل يبدأ بفهم نوع الأزمة وسبب حدوثها ومدى قوتها وأخيرا الوسائل الممكن استخدامها لمواجهتها ، ولكن ما يهمنا هنا هو كيفية تحليل تلك الأزمة وما هي مقومات التحليل الواجب تواجدها في خبير أو مختص الأزمات والأخطاء التي تقع
- تحليل الأزمة : يبدأ بتحديد نوع تلك الأزمة فالأزمات ليست نوعا واحدا بل أنواع
- أسباب الأزمة : لكل أزمة سبب و هدف
- قوة الأزمة : تظهر قوة الأزمة عند حدوثها وتختلف باختلاف مسبباتها وأهدافها وكذلك المرحلة التي وصلت لها الأزمة أو كما يسمى في علم الأزمات ( مراحل الأزمة )
- وسائل/ أدوات الأزمة : لكل أزمة وسائل تستخدم باختلاف الهدف منها ( أغلب الأزمات تستخدم الإعلام كأداة ثابتة ) وعلى ضوء ذلك تحدد الطريقة الصحيحة للتحليل الأزموي ، ومن ثم الوصول للقراءة الصحيحة لتلك الأزمة ، عند هذه النقطة يقع خطأ تحليل أو قراءة الأزمة ويكون كالتالي :
- الجهل : عند تحليل أو قراءة أزمة ما ، يجب العودة للوراء خطوات لمعرفة سبب نشأة هذه الأزمة ، فمن الخطأ قراءة أو تحليل الأزمة حاضرا دون الرجوع للوراء ، حيث تترك الأزمة آثار خلفها كنقطة انطلاق لها ، فالعملية أشبه ب( تتبع أثر قديم ) يبنى عليه تحليل حاضر وقراءة مستقبل أزموي
عدم الاختصاص : هناك من يظن أن علم الأزمات والعلوم السياسية سواء ، وهذا خطأ كبير سواء في المنهجية أو التخصص أو الأدوات ، علم الأزمات مستقل بذاته وله مناهجه وأدواته ومسلكه التعليمي والعلمي ، وأقرب دليل على ذلك : ليست كل الأزمات سياسية ، هناك أزمات اقتصادية وطبيعية وإعلامية
عدم الشفافية : عند تحليل أو قراءة أزمة يجب التجرد من معوقات القراءة الصحيحة :
- الجنسية
- الدينية/ المذهبية
- المجتمعية
محلل الأزمات ليس عليه التدخل بين أطراف الأزمة ، لأنه بذلك سيجامل طرف على حساب الطرف الآخر ، وهذا ما يحدث في أغلب محللي الأزمات ( بقصد / بدون قصد )
التضليل/ التعتيم : من الوسائل الأكثر استخداما في الأزمات، ويقصد بها عدم كشف حقيقة ما يحدث، محلل الأزمات أحيانا يكون شريك في ذلك ، فالجمهور أو الرأي العام يهمه معرفة ما يجري، فلو قام محلل الأزمات بممارسة التضليل سيكون النتيجة تغييب الجمهور عن الحقيقة وخداعه في نفس الوقت
الانحراف التحليلي : يحدث ذلك عندما يقوم هذا المحلل بالحديث عن موضوع آخر لا يمت للأزمة بصلة( أغلبها تحدث بسبب حقد أو تصفية حسابات أو تغييب للجمهور وإثارتهم أو للتجييش الأزموي ) فلو كانت الأزمة سياسية مثلا ينحرف هذا المحلل لجانب عقائدي أو أخلاقي أو شخصي ، وله أهداف من ذلك .
الأخلاق التحليلية : من المؤسف قول ( في الأزمات لا أخلاقيات ) فلو كان هناك أخلاق لما وقعت الأزمة أصلا ولتم تداركها ومعالجتها في حينه ، ولكن على الأقل على محلل الأزمات أن يطبق ميثاق الشرف الإعلامي ( أغلب الدول وقعت هذا الميثاق ) ويبتعد تماما عن كل ما يناقض هذا الميثاق
أخيراً :
تحليل أو قراءة الأزمات يجب أن يكون من مختصين في هذا العلم ، وعلى جميع الوسائل الإعلامية ( قنوات-صحف-إذاعات ) عدم المشاركة في هذه الفوضى التي تحدث بإشراك أشخاص لا يمتون للأزمات بصلة ، فهم بذلك شركاء في سوء التقييم والتقدير الأزموي ، بالإضافة لخداع المجتمعات وتضليلها
:
دكتوراه في الإعلام وإدارة الأزمات