رسالة الإسلام عالمية، جاءت لتحقيق الكرامة الإنسانية ، فكانت رسالة خالدة إلى قيام الساعة .
ولنصرة تلك الرسالة تكون بالعلم أولا ، لأن الله جعل تبليغها بالعلم والدراية ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة ..) .
فمن هنا وقف العلماء يبينون الرسالة بالحكمة والموعظة الحسنة ، فتكونت المدارس بأنواعها المختلفة الفقهية والتاريخية واللغوية كلها في خدمة الإسلام .
ومع مرور الأزمان وغياب الثقات المعتمدين بعد الله استطاع كل متطفل أن يتطفل على موائد العلم ، ويتحدث عن الإسلام دون مراعاة لقواعد الدعوة وأسس التبليغ، فكثرت الفتاوى الشاذة المنفرة عن الدين ، وصار الآخر ينطر إلى الدين نظرة تخوف ، حملته إلى مهاجمته والكراهية ضده.
ولكن الله جعل لهذا الدين أنصاراً ، يقومون بحمايته والدفاع عنه في كل عصر ، فكان دور المملكة العربية السعودية في تحمل المسؤولية للعمل الإسلامي مشهورا ومعروفا ، فمن المؤسس الملك عبد العزيز-طيب الله ثراه- إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان- حفظهما الله - السعودية هي رائدة التضامن الإسلامي.
ومما يؤكد ذلك تشكيل وزارة تحمل إسم( وزارة الشؤون الإسلامية) لتلعب دورا بارزا في توجيه الدعوة الإسلامية إلى أرجاء المعمورة على نهج الوسطية والإعتدال ، ونبذ التطرف والإرهاب ، لأن ذلك هو المسلك الذي سلكه المؤسس في توحيد المملكة .
فقامت الوزارة بتحمل المسؤولية ، وعملت بحرص واهتمام إلى يومنا هذا ،فشهد الناس تغييرات جديدة من حيث البرامج والأنشطة المتنوعةالتي تثبت للعالم مكانة المملكة في دعم الوسطية والإعتدال .
فلما كانت الوزراة تسعى جاهدة لخدمة الإسلام ،نظرت القيادة السعوديةنظرة الحكمة وسداد الرأي فاختارت شخصية عظيمة في التاريخ ليشرف على الوزارة في وقتنا هذا ، ألا وهو الوزير المتواضع ، الخطيب المبدع، المفكر البارع ، حفيد الإمام ، من ذاعت شهرته كالنجم الساطع الدكتور الشيخ عبداللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله .
فبحكمته البالغة، استطاع أن يقود قافلة الوزارة معلنا انطلاقها للوصول إلى بر الأمان بعد حسن التخطيط، وصدق العزيمة.
إن الوزير المحنك أنجز الكثير من المشاريع والبرامج خلال عام كامل ، أعاد للوزارة هيبتها، ووضع الأمور في أماكنها ، فكان القائد الذي لايعرف السأم ولاالملل، ليله كنهاره في متابعة الأحداث ومجرياتها .
فمما أنجزه وصار مضرب المثل في المصداقية وحسن التخطيط والآداب المشروعين العظيمين في فترتين متقاربتين ، وهما : مشروع ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج، ومشروع مسابقة الملك عبد العزيز الدولية للقران الكريم بجوار بيت الله الحرام.
إنه حريص في المشروعين على المتابعة شخصيا ، فانا شاهد له في ضيوف خادم الحرمين الشريفين حضوره في مقر النزول للتأكد من أمن وسلامة الضيوف ، وكذلك مخالطتهم ومشاركتهم في الإقامة والتنقلات بصورة متواضعة .
إن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج منذ بدايته لم يشهد عددا كبير كما كان في هذه السنة حيث بلغ ٦٥٠٠ حاج وحاجة من ٧٩ دولة .
أما مسابقة الملك عبد العزيز الدولية للقرآن الكريم ٤١ ، فبلغ عدد المتسابقين ١٤٦ متسابق من ١٠٣ دول .
وكذلك هذا العدد لم تشهده المسابقة منذ البداية إلى يومنا هذا ، إنما جاء ذلك كله لحسن تخطيط وترتيب معالي الوزير الدكتور عبد اللطيف .
نستطيع القول من أن الوزير نيله ثقة القيادة جاء بعد جد واجتهاد ، وحرص واهتمام ، وقوة عزيمة مع صدق اليقين والتوكل على الله ، ثم دعم ومساندة رجال الوزارة له .
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا