في التسعينيات، كنا مجموعة من المهندسين من مختلف دول العالم نحضر مؤتمر أوروبي مختص بمصانع الهيدروكربون. وفي إحدى الاستراحات المستقطعة لتناول القهوة والوجبات الخفيفة، اخذت أتجاذب اطراف الحديث مع مهندسين من مختلف الدول الأوروبية حول عادات العمل وجدولة إنهاء الأعمال المتعلقة بالتقنية الحديثة. ولا ادرى كيف تحول بنا الحديث الى نقاش العمل المختلط مع النساء! وحين سألوني عن بلادي؟ رددت أن الأماكن التي يعمل بها النساء جنباً لجنب مع الرجال محدودة جداً، مثل المستشفيات و أرامكو وإن بيئة عملي خالية من النساء.
وهنا تفاجأت بردهم بأنكم محظوظين جداً لأنهم لا يحبذوا العمل مع النساء!
وحين استفسرت منهم عن الأسباب، كان مجمل الرد بوجوب الحذر في التعامل مع النساء. فربما نكتة بريئة يلقيها أحد الرجال لرجل آخر، يفاجأ فيما بعد انها رفعت عليه شكوى بالتحرش او العنصرية قد تؤدي إلى فصله!
في الوقت الحالي أصبحت المرأة تعمل في قطاعات متنوعة. وهذه تعتبر خطوة كبيرة لها للمضي قدماً في العمل جنباً الى جنب مع الرجل لكي نصل الى رؤية المملكة في 2030.
قواعد العمل تغيرت تماما وعلى الموظفين والموظفات استيعاب هذا الأمر والا تصاعدت مشاكل بيئة العمل لتصل إلى قسم الموارد البشرية ومكتب العمل وحتى المحاكم لفض النزاعات. أول قاعدة هي الالتزام بالحشمة والإحترام، وهنا لا أعني السيدات فقط، بل وحتى السادة. الإلتزام بالهندام المناسب من الطرفين لكي تحظى بالاحترام والتعامل الرسمي. فلا يمكن النظر بالاحترام لموظف يرتدي لباس مطربي الشوارع أو سائقي الدراجات النارية ثم ينتظر الاحترام والتقدير من الطرف الآخر! الحال نفسه للنساء فلا يمكن ان ترتدي لبساً فاضحا واسراف ب"الميك اب" والعطور وتتوقع احترام مقابل بمكان العمل.
لأهمية اللباس، توجد قوانين تفرض على الطرفين حتى أن بعض الشركات ألزمت الموظفين باللبس الموحد لكي يتهيأ الموظف نفسياً لعمل يتفانى به.
الأمر الثاني هو كيفية النظر للطرف الاخر، تقول الكاتبة والمدربة روزالي ماجيو أن إحدي الموظفات اخذت تشتكي لها كيف يقلل الرجال الاحترام في التعامل معها، وفوراً حللت تصرفاتها و أوضحت السبب إنها تنظر الى النصف الأسفل من الوجه. والصحيح ان تنظر الى النصف الأعلى من الوجه أي العينين والجبهة. الأمر ليس سهلاً بالطبع فيجب على الطرفين ان لا ينظرا الى ملابس الاخر او اكتافه بل التركيز على النصف الأعلى من الوجه.
الأمر الثالث هو الصوت، على الطرفين أن يلتزمان بصوت رسمي، بعيداُ عن التغنج او الدلع. في احدى حلقات الدكتورة فوزية الدريع اتصلت بها سيدة ذات صوت يذيب الصخر و قالت إن زوجها يغار عليها ويطالبها بترك العمل. الرد فوراً جاء من الدكتورة، ان عليها فعلا ان تحاول تغيير صوتها بتقليد مذيعات الاخبار مثلاً. بعض الرجال يتعمد تنعيم صوته حين يتحدث مع النساء وهذا خطأ. فالصوت أولى علامات استقبال الطرف الاخر لك. لذلك يجب التقييد بصوت رسمي قوي ذا مخارج حروف واضحة . واشارة الآية القرآنية الاحزاب ٣٢ ان على النساء مخاطبة الرجال بلا ترخيم ولا ترقيق لكي لا يطمع بهم من به مرض.
الأمر الثالث في حالة حصول حالة تحرش، فلا تكفي كلمة ضد كلمة. لا بد من وجود شاهد أو اثبات ملموس. كما على الطرفان تجنب ان يكونا في مكان معتزل عن الناس. حتى مع وجود كاميرات المراقبة فهناك بعض الزوايا لا تصل إليها.
الأمر الرابع، تجنب المزاح في بيئة العمل وهذا ينطبق على الاثنين فقد قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب
ما مزح احد الا ومج من هيبته.
سابقاً كان الرجل يقصر من ثوبه بينما تسبل المرأة العباءة. الان انعكس الحال! اسبل الرجال ثيابهم وقصرن النساء من العباءة. على الطرفين ان يلتزمان بضوابط و قوانين الشركة وفهم حقوقهم بشكل كامل والعمل مع بعضهم بعض باحترام وتقدير ففي النهاية هُن قادمات و منافسات لكم أيها الرجال وليكن التفوق لمن يبدع في عمله اكثر .
1 comment
1 ping
رويده
01/02/2020 at 12:02 ص[3] Link to this comment
حسسنى الكاتب انهم رايحين حرب ومو عمل الحمدلله بناتنا محتشمات وعيالنا فيهم الخير لايراها الاااخت صحيح فيه ناس في قلوبهم مرض وهذى حالة شاذه ونادره