" كُلنا يتكلم عن الحياة بثقة ، كأنما يعرفها حق المعرفة ، ولولا وجود الله سبحانه وتعالى لكانت لعبة خاسرة لا معنى لها ، ومن حسن حظنا أنه موجود ، وأنه أعلم منا بما يفعل "
نجيب محفوظ .
غض النظر عن كل ما ترى فتفقدك لجميع اتجاهاتك طريق لمعرفة نفسك ، من فوقك ومن حولك ستعرف من أنت ، ولمَّ أنت ، ماقيمتك وكيف ستكون .
لا تلقِ تلك الأسئلة على من مر بك ، ولا تقبلها من غيرك ، ليس عيباً بك ولا انتقاد لمن حولك ، هِيَ حقيقة توجهك لذاتك ، كما أنه باب تفتحه لتتأمل خالقك .
أنت عبدٌ لله مكرمٌ بين جميع العِباد ، قد تُخطىء وقد تنسى وربما يضايقك كثير ممن هم بينك ومعك أو قد تكون أنت من يضايق مجتمعك، لا أعلم ولكن لابد أن تعلم أنك لست من شيء فكُلنا امتزاج تربى وطين ، وفِي النهاية نفس المصير ، موتٌ ثم منزلٌ صغير .
فقط اعرف الله يعرفك ثم اترك الماضي وابدأ فيما سيُقبل عليك .
لا تسألني كيف ؟ فقط تدبر .. ( وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلاً ) .
وكيلاً أي كفيلاً بك وقائم على كل حوائجك ومصالحك ، فاكتفِ به وأتلف مايقودك لغيره .
اكتفِ به اكتفاء ذات ، اكتفاء استغناء عن كل مايرهقك ، اكتفاء تمجيد وتعظيم لله وحده ، تأمل ما ترى ثم انظر إلى السماء هناك ، إنه عالم آخر فيه ملك الملوك الحي القيوم الرحيم العارف بك ، القادر عليك ، المُطلع إليك .. ربٌّ رحيم يسمعُ ويجيب .
إن اكتفيت به حماك وآواك ورفعك وأغناك وإلا خضت عراكات الحياة ..
لا تلتفت لمن تركوك فالله باقٍ معك ، لا حاجة تجمعك بهم سوى الدنيا ، فانهض لمن عنده جميع حوائجك في الدنيا والآخرة ثم لا تنسَ اكتفِ بالله ينفعك ومعه ستجد مايرفعك .