احترت في جمع أبرز ملامح جمالها ، فتهت بينها ، لأنها دوماً تكافح وتجمل قُبح صنيعي ، فقط لكي لا أتذمر .
كيف لها أن تحب نفسها ؟! وكيف لي ألا أحبها ؟ وكيف لا أدللها ؟ تروق لي وأروق لها ، أتغنّى بها وأتغزّل بها ، فكان دافع خجلها صدمةً من حُسن دلالي بها .
أشغلتها بغيري رغم سراب رغبتها بذلك، فصمدَت حتى لا تشعر بذلك الصمود مني ، وأحسست بلمزها (وغيرتها) على تدليل غيرها .
ألهث وراء من يحتضن حُزني ، ويهتم بسعادتي ، وهي معي قريبةٌ مني تشعر بي وأشعر بها ، تنتقدني بأدب ، وتلومني بحُب ، وتنصحني بلُطف ، وتعاتبني بخوف ، ما كان لأحدٍ مرّ بي كما هي ، مختلفة هي عنهم ، سقطتُ مراراً ودفعتني للنهوض ، تكبُت كل تصرّف يؤذينا ، وتعزز كل تصرّف يجمّلني .
هي الأولى لأنها لا تخون ، والأبقى لأنها لا تتغير ، ولأننا سننتهي وتُزهق أرواحنا سويًّا ، فكيف لي ألا أدلّلها ؟ تقديساً واجلالاً وحُباً ، فهي حاضنةُ مواقفي المؤلمة ، وهي المبكّرة في مداراتي ومواساتي ، وهي من نصب أسسًا لحياتي حتى لا أتأذى كل ذلك لأجلي ، نعم لأجلي فقط . وبعد ذلك كفرتُ بتلك الأسس طوعاً لقلبي المتمرّد، وتلبية لأنانية مشاعري ، فلم تلُمني إيماناً منها بأن ذلك سيؤذي قلبي لأنه يخضع دون تبصّر .
لم أعاملها بحُسن ما تُعاملني ، تجاهلتها كثيراً ، وحان الآن لأستعين بها ، وأرتقي بها وأكتفي ، وأعمِي بصيرتي عمّن سواها ، وأخضِع لها نزواتي ومشاعري وقلبي وكل ما ملكت ، ثقتي بها لم تنعدم فأرجو منها أن توافق بينها وبين من أتعبَها .
هي ذاتي ولا مديح لها إلا بإسهاب ، ولم أدوّن عنها إلا اعترافاً بجميل صنعها ، وأعدها بأن أدلّلها وأهتم بها أكثر من دونها . ذاتي أحبّك كثيراً .