قدسية الحج والدعايات الباطلة ضد السعودية في عاصفة الحزم :
لقد شرف الله مكة المرمة على سائر البقاع، وجعلها مأوى أفئدة عباده المؤمنين ، فيها تُضَاعف الحسنات ، وتُكَفَّر السيئات .
أسكن الله فيها خليله إبراهيم عليه السلام ، لبناء بيته الحرام ليفد إليه من أراد الطواف والإعتكاف والركوع والسجود، وليكون أول بيت وُضع للناس لطاعة الله تعالى .
فمكة تشتاق إليها النفوس ، وتمطمئن القلوب بزيارتها ، فهي قبلتنا جميعا في صلواتنا ، ومولد رسولنا صلى الله عليه وسلم، ومهبط وحي ربنا على نبينا ، لايتعدى حرمتها إلاكل معتد أثيم.
إن مما زاد لبلده الحرام تشريفا وتعظيما ركن الحج ، الذي جعله الله سبحانه وتعالى ركنا من أركان الإسلام، ففرضه لمن استطاع إليه سبيلا .
فالحج مؤتمر إسلامي عظيم يشهده من وفقه الله لذلك ، يلتقي مع إخوانه المؤمنين الذين أتو من كل فج عميق ، ليشهدوا منافع لهم ، وليذكروااسم الله تحت شعار واحد ( الله أكبر ) ولباس واحد ، في مكان واحد ، ليتذكروا وقوفهم جميعا أمام الواحد الأحد يوم القيامة ، فمن أراد الخروج عن هذه المقاصد والأهداف التي من أجلها شُرِع الحج من الشعارات الزائفة والدعايات الكاذبة المضلة فهو ليس من أهل الحج ، لقول الله تعالى ( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلارفث ولافسوق ولاجدال الحج وماتفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير زاد التقوى واتقون ياأولي الألباب ).
وكما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من حج فلم ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ).
ومن الأسف الشديد بعد انتهائنا من رمضان المبارك بفضل الله وكرمه علينا ، واستعدادنا للدخول في موسم الحج نجد بعضا من المتطفلين على موائد العلم ، دعاة الفتنة والضلال ، حملة الكراهية وقسوة القلوب ضد الوحدة الإسلامية التي نادى بها الإسلام لتحقيقها خلال موسم الحج ، فهم في مجالسهم وعلى منابرهم يصدون عن سبيل الله بدعوة الناس إلى عدم حج بيت الله الحرام ، لأن أموال الحج يتم انفاقها لقتل المسلمين في اليمن .
دعاية كاذبة ، وافتراء بغير علم، وتجاهل عن الواقع ، فتنة شرها تعود اليهم بالخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة .
ألم يتوعد المولى سبحانه لمن أراد الاعتداء على بيته الحرام بالعذاب الأليم ؟ ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب إليم).
إن عاصفة الحزم التي قادها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وسموولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان للدفاع عن الشرعية التي سلبها الحوثيون من السلطة الشرعية برئاسة هادي مطلب ديني واخوي وانساني ،
إن الحوثين بدعم من الصغويين للاستيلاء على اليمن كان واجبا لمواجهة ظلمهم وعدوانهم ، فموقف المملكة العربية السعودية في ذلك دليل على يقظة قيادتها الرشيدة الحكيمة نحو خدمة عالمنا الإسلامي من استقرارها وعدم المساس بأمنها .
فالذين يريدون استغلال الحج وقدسية الحج لمآربهم الشخصية وللجهات التي تدفعهم إلى ذلك فعليهم أن يعلموا أن قدسية الحرمين في نفوسنا جميعا ، وأن المملكة العربية السعودية لاتتاجر بالحج كما يزعم أوليك المروجون ، إنما المملكة تنظر إلى الحج أن الحج عبادة ، وهي مسؤولة عن من يقوم بآدائها بتيسير وتسهيل أموره ، وهذا ماتفعله منذ تأسيها على يد المغفور له الملك عبد العزيز الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسموولي عهده الامين .
فالقيادة ترعى الحرمين الشريفين وتعتني بهما ، وهما على رأس أولوياتها ، فمن قارن بين الماضي والحاضر يجد فرقا كبيرا في شأن المدينتين مكة المكرمة والمدينة المنورة أو في المشاعر المقدسة ، فالتكييف مستمر داخل الحرمين ، وحركة إزالة المباني المجاورة قائمة على قدم وساق ، والقطار السريع بين المشاعر أيام الحج يؤدي خدماته على نحو وأفضل وجه.
وماتقوم به وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد من خلال مكاتب الإرشاد في الموسم وذلك بتوعية الحجاج وإرشادهم على تنوع لغاتهم بواسطة الدعاة المتمكنين علما ولغة ، كل هذا وغيره يؤكد لنا جميعا حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على خدمة ضيوف الرحمن بخدمات وامتيازات لانظير لها.
إن حملتكم الشرسة ضد بلاد الحرمين التي شرفها الله بالحج وزيارة مسجد نبيه عليه الصلاة والسلام لاتزيد النفوس الصافية المطمئنة بذكر الله إلا محبة للبقاع المقدسة إلى يوم الدين .
وأن عاصفة الحزم بقيادة خادم الحرمين الشريفين رد على المعتدين الآثمين الحوثيين ومن ساندهم في جرائمهم ضد الإسلام والمسلمين .
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا