المراقب للوضع الحالي في الخليج يرى أن الأمور تسير نحو التصعيد للحرب في مابين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الخليج من جهة، وبين إيران من جهة أخرى، وقد سبقها حرب نفسية وتصريحات إعلامية منذ خروج الولايات المتحدة من الإتفاق النووي مع إيران، وهذه طبيعة التصعيد التي دائماً تسبق الحرب الحقيقية على الارض، والعالم كله حالياً يشاهد الولايات المتحدة الأمريكية تحرك أساطيلها صوب منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر، وبدأت تُطُوِق إيران من جهاتٍ مختلفةٍ، وكذلك إيران بدأت تحرك صواريخها البالستية على قواربٍ في الخليج العربي، وكذلك بدأت الإستنفار لقواتها ، وبدأت تجس نبض الولايات المتحدة الأمريكية ببعض الهجمات التخريبية، عن طريق أذرعها التي تخرّب بالنيابة عنها، مثل الحوثي في اليمن وحزب الله في جنوب لبنان وجيش المهدي وأحزاب أخرى في العراق.
ولو حاولنا قراءة المشهد المتوقع بعد الحرب القادمة فإننا سنجد أن كل الأطراف خسرانة فيها كعادة الحروب، ولكن هناك من هو خاسر بالكلية، ومن هو خاسر جزئياً، فأما الخاسر الأكبر فهو إيران من حيث عدة أمور وهي أولاً : سوف يتغير النظام الحالي فيها ويتفكك الحرس الثوري، ثانياً: إنهيار إقتصادها الهش بالكلية، ثالثاً: خسارتها لنفوذها الأقليمي التي طالما حلمت به، رابعاً : خسارة إذرعها في الخارج التي تحارب وتخرب عنها بالوكالة، خامساً: خسارة تصدير ثورتها الظلامية التي حاولت ومازالت تحاول تصديرها، سادساً: محاكمة أفراد نظامها في محاكم دولية، سابعاً خسارتها لنظام الحمدين الممول لإرهابها في المنطقة وجميع أنحاء العالم، وأيضاً لاننسى خسارة ما كانت تحلم به من نفوذ في سوريا والعراق.
وأما الدول الأقل خسارة في هذه الحرب فهي دول الخليج العربي بإستثناء قطر، لإنها سوف تكون الخاسر الاكبر سياسياً ومادياً ،ولابد من رجوعها إلى البيت الخليجي مرغمةً، ولكن هذه المرة سوف يختلف التعامل معها سياسياً من قِبَل بقية دول الخليج ، أما دول الخليج الأخرى فسوف تخسر جراء دفع معظم فاتورة الحرب الباهضة، ولكن المال يذهب ويأتي فيما بعد، وأخيراً أسأل الله أن يحفظ بلادنا وجميع بلاد المسلمين من كل شر و مكروه.