القران الكريم، هذا النبع العظيم الغني بالمعرفة والتأملات. من الآيات التي استلذ بالتفكر بها هي التي تتحدث عن الحضارات السابقة و ما آلت اليه. الفراعنة و بابل و سبأ و إرم ذات العماد ثم أحاول دوما ربط المعلومات العامة بتلك الآيات و منها عجائب العالم السبعة من منارة الإسكندرية الى حدائق بابل المعلقة و تمثال رودس و زيوس , ومعبد ارتمس , و ضريح موسولوس و كل تلك العجائب انتهت ولم يبقى صامدا شامخا منها الا الاهرامات. وسر بناء الاهرامات لا يزال سراً غامضاً فكيفية نقل تلك الصخور الضخمة التي تزن بالأطنان الى موقع الجيزة والبناء الدقيق بها فاقم في صعوبة تفسير كيفية بناءها. فهناك الكثير من النظريات كالدفن على مراحل وطمر كل طبقة حتى وصلوا الى القمة. او استخدام مجري نهر النيل لنقل تلك الصخور. بل العجيب ان قلة من المثقفين المصريين ذهب الى ان الاهرامات من بناء سكان الفضاء كما كتب الأستاذ انيس منصور في كتابه" اللذين هبطوا من السماء". لكنها كلها غير ثابتة ومقنعة تماماً. وهي ليست الوحيدة فهناك صخور "stonehenge" في بريطانيا و قبر " كن شي هونغ" بالصين المؤلف من مئات صفوف الجنود الصينين و " City of Teotihuacan" بالمكسيك حيث تقف تماثيل شامخة غامظة وحتى الان لم يصل العلم لفك طلاسم تلك الحقب.
ثم قرر العالم أخيرا اصدار قائمة عجائب عالم جديدة والحمد لله نال العرب والمسلمين منها نصيب في البتراء في الأردن و قصر تاج محل كي يكون لنا نصيب في تاريخ البشرية.
هناك الكثير من الاسرار التي لم يتم كشفها بعد و كل جهود العلماء لا ترمي فقط لفهم تلك الحضارات بل هناك دوافع مادية كذلك فكنوزها من ذهب وجوهر لا تزال دفينة الأرض او البحر كيفما اتفق. فمئات السفن الملكية المملؤة بالكنوز غرقت بالبحر ودفنتها الرمال وهناك شركات تنفق الملايين للبحث عنها واستخراجها فقيمتها تصل للمليارات
قد سئل امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عن تفسير الآيات التي ذكرت شروق الشمس بثلاثة طرق مختلفة فذكرت آية "المشرق والمغرب" وآية أخرى" المشرقين والمغربين" وآية أخرى " المشارق والمغارب" فأوضح الامر ان الآية الأولى تقصد مشرق الشمس في اليوم الواحد بينما الثانية في الشتاء والصيف واما الثالثة فكل يوم توجد زاوية تختلف عن اليوم الاخر. وهذا ما وصلت اليه الحضارات السابقة وهو مذهل حقاً فحضارة الفراعنة تحدد بدقة وقت دخول اشعة الشمس لقبور ملوكهم و تحسب على هذا الأساس ان يدخل الضوء قبروهم وقت ميلادهم. ما وصلت اليه الحضارات السابقة من علوم يجب ان لا يستهان به فالكثير من الأدوات ظل سر استخدامها سراً رغم انها استخدمت لحساب منازل فلكية وادوار شمسية بدقة.
هنا يطرح سؤال مهم، هل كان للعرب حضارة قبل الإسلام؟
اذا اعتمدنا ان العرب هم من سكن الجزيرة العربية فهناك ثلاث حضارات شاهدة على ذلك حضارة سبأ باليمن و الرافدين بالعراق و ثاج بالمنطقة الشرقية وفي الأخيرة اقتبست الاسم فقط لرسم احداث خمس روايات كمدينة خيالية في المستقبل.
لكن حكمة ذكر تلك الاقوام انهم رحلوا فماذا تركوا؟ هل تركوا علماً و نظريات قائمة اعتدت بها الاقوام السابقة او تركوا عظة وموعظة لنا لكي نبي حضارة ثقافية بنيت على احترام حقوق الانسان وإتاحة الفرص للجميع لكي يساهموا في بناء صرح علمي ناهض. فرغم كل ما ذُكر أعلاه من عجائب البناء لكن الممارسات الإنسانية كانت مريعة مثل التسلي بقتل الاسارى في قاعة كلوسوم على يد الفرسان او الأسود. او تقديم البشر قرابين كما فعل الفراعنة بتقديم فتاة عذراء لنهر النيل او حضارة الازيتك باقتلاع قلوب القرابين البشرية حية
ختاماً نحترم الفكر الذي بنى تلك الحضارات و لكنه غير كامل فما بيننا من فكر إسلامي هو كفيل ببناء الصرح الصحيح الذي اليه يلجأ البشر و يجدون العدالة التامة