بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي باسمه تتم الصالحات والصلاة والسلام منه إلى خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وسلم ....
هناك مواقف ومفاصل في حياتنا تتضاءل أمامها الكلمات مهما حاولنا أن نوصف مشاعرنا اتجاهها ، تبقى مشاعرنا أعمق من الكلمات وحرارة الحزن أعلى درجة من حروف البيان .....
انتقل إلى رحاب رحمة الله أبي وترك لي قلباً مقطعاً فارغاً ، وكنت كلما اشتقت إليه جئت إلى عمتي لأشم رائحة أبي منها .....
عمتي رقية الحنونة العطوفة الرقيقة مثل اسمها صاحبة القلب الطاهر والواسع قلبها فيه محبة يتسع للجميع وكانت عمة وأم وأب لي بنفس الوقت عندما كنت آتي إليها تستقبلني بالبسمات ويتهلل وجها بشرا وفرحاً وعندما تتكلم أشعر بطمأنية عجيبة لصدق مشاعرها ورقة كلامها وحسن مفرداتها ..
إن فقدي كبير وعظيم بوداع عمتي حيث فقدت رائحتها ورائحة أبي يرحمهما الله انتقلا إلى جوار مولاهم الرحيم الكريم ونفضوا عن كاهلهم هموم ومتاعب الدنيا وأحمالها ...
عمتي رقية ليست بالنسبة لي عمة نسب بل كانت تحبني بقلب الأم العظيم وكنتُ أشعر بحبها يملأ وجداني وشعوري حب صادق نادر الوجود ...
لقد كانت رحمها الله تعالى حنونة على المساكين والضعفاء والفقراء تبحث عنهم وتساعدهم بما استطاعت ....
لا نملك إلا أن نذرف لها دموع الفراق وحَرِّ الأشواق ولا نقول إلا مايرضي ربنا جل جلاله : اللهم أنت المعطي وأنت الآخذ فعوضنا ما أخذت منا ونسألك ونتضرع إليك في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان العظيم الكريم الذي خصصته لرحمتك وليتوب فيه خلقك إليك فتقبلهم أن تتقبل عمتي وأبي وجميع موتانا في جوارك آمنين وتقول لهم ملائكة الرحمة مبشرين : ادخلوها بسلام آمنين يارب يارب يارب نسألك بجاه حبيبك المصطفى وآله الطيبين الطاهرين أن تتقبلها عندك وتقعدها في مقاعد الصديقين فقد كانت رمزاً للصدق ومثالاً لقمة الخلق يا كريم يا أرحم الراحمين ياا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين والحمد لله رب العالمين .