( *إعتذار د.عايض القرني .. إنجاز للشامتين* )
في لقاء ببرنامج الليوان مع المديفر .. اخطأ الداعية الإسلامي المحبوب الشيخ عايض القرني بالاعتذار الصريح عن حقبة زمنية وصِفت بعصر الصحوة بل واخطأ في الاعتذار عن بقية من قادوا معه تلك الصحوة اذا جاز تعبير القيادة .. والتي آراه فترة بعمومها مباركة ولم تكن بذلك السوء الذي يستحق منه المجاهرة بالاعتذار العلني وكأنه جُرم أُرتكبه الدعاة آمثاله بأسم الدين في المجتمع .
لا ندري هل يعتذر الداعية الجماهيري عن المحاضرات والدروس وحلقات العلم والعمل للدين ؟ أم عن ماذا ؟
وليت الشيخ القرني يثبت لنا بالمقاطع والتسجيلات والمخاطبات متى أنتزع هو وغيره من الدعاة البسمة والفرح في المجتمع وستبدلوها بالفضاضة والغلظة وذكروا حينها النار بلا جنة .. والقسوة بلا رحمة !!
أحفظ ذهنياً كغيري العديد من محاضرات بدايته شخصيا وبدايات غيره من الدعاة الثقات ولَم آرى فيها ما وصفه من اخطاء تستحق الاعتذار .. بل وجدنا فيها ما حبب الشباب بالذات في دينهم وقربهم إليه وعزز فيهم بر والديهم .. وإلا من أين أتوا كدعاة بملايين المتابعين لهم في العالم الإسلامي لو كانوا دعاة بالفضاضة والغلظة والآن سيتغيروا؟
أيعقل من داعية كالشيخ عايض القرني أن يُسقط مباديء وقيم إسلامية قد زرعوها في آجيال كتب الله لهم الهداية والصلاح على أيدهم بالاعتذار الغير مبرر !!
لا يأتيني من يرمي بجهود الدعوة في اتجاه أسود كان هدفه التضليل بأبناء الوطن وجعلهم أدوات للإرهاب السياسي وما إلى ذلك .. فليس بالضرورة أن نربط الأحداث بفترة زمنية ..
واعتراف القرني بما وصفه خطأ كأنه يقول أننا وراء ما أصاب الوطن من إرهاب وضياع لشبابه في معترك الارهاب وغير ذلك نتيجة القسوة والغلظة والفضاضة .. وهذا غير صحيح ويخالف خلق وتربية وسماحة الشيخ القرني الذي نعرفه بغيرته على دينه وحرصه على وطنه من ذلك العصر وحتى اليوم وإلا لكان الأمر يستوجب التحقيق معه ومحاكمته العلنية مع فريق صحوته ..
وإن حصل رسمياً حينها سنقول لن يكفي مثل هذا الأعتذار .. فهناك بيوت فقدت ذويها ودُمّر الوطن بأيدي أبنائه بسبب الشحن النفسي والإعداد الخبيث لمشروع ( إرهابي ) ينفذ اجندة أعداء الوطن ..
ولكن اجزم أن القرني ودعاة الصحوة الثقات كانوا منابر للخير وجرس للغافل وهداية للضال وقدوة للمعلمين ..
فلم يستغل هذا الاعتذار ويفسره بهواه سوى دعاة التحرر الكاذب للمرأة وتمردها على ولي أمرها والانفلات بالاختلاط الغير اخلاقي وممن كانوا وراء هروب بناتنا لدول معادية للإسلام طلبا للجوء والذي لم نشهده من بناتنا في الفترة التي اعتذر عنها القرني وصورّها بفترة الأخطاء ..
أنتظرنا من داعية له كلمة مؤثرة في زمن صعب كثرت فيه الفتن أن يخرج لنا بإنكار فعالية غنائية اختلطت فيها أجساد النساء بالرجال تمايلاً ..
وأنتظرنا منه أن يوجه بعض الشباب ويرشدهم لما يهذب سلوكهم ومظهرهم من الغزو المشوه لفطرتهم ..
وأنتظرنا منه أن يتألم لما أصيبت به رياضتنا من آفة التعصب الرياضي الذي دمر العلاقات وشحن النفوس وافقد بعض البيوت أربابها إما موت فجأة أو قتل نتيجة خلاف أثر نقاش رياضي ..
أنتظرنا منه أن يطور خطابه الديني ولا يغيره ليتحول وينزل من منابر المساجد والبرامج الدينية ليشارك كمستشار في رؤية الوطن فيصبح جزء من مشروع إعداد الشباب عبر هيئة الرياضة ليخدموا وطنهم .
وفي الختام أقول لأخي الشيخ عايض القرني .. أرجع عن اعتذارك الذي رفعه البعض علم شماته في شخصك قبل علمك .. وأرفع رأسك عن سفههم واتهاماتهم لك ولغيرك من زملاء الدعوة .. لأنكم كنتم خلال فترة الصحوة تحت قيادة رشيدة لم تغفل عن مخطط يدعيه أعداء وحدة الوطن وتماسكه أنكم خلفه .. ولَم يسمح ولاة أمرنا لأي داعية آنذاك أن ينزع البسمة والفرح من المجتمع ولَم تتهاون الحكومة مع من يزرع الارهاب بأي شكل من أشكاله ولو بنشر القسوة والغلظة والفظاظة .. فقد كنّا بخير ومازلنا والحمدالله والشكر إلى يومنا هذا في خير تحت قيادة حكيمة لمليك الحزم والعزم الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله وعزهم ولا يعز عليهم .
د. خالد عبدالقادر الحارثي
مستشار إجتماعي
3 comments
3 pings
د. أشرف سالم
09/05/2019 at 4:29 ص[3] Link to this comment
ما شاء الله يا د. خالد
متألق كعادتك
ولكنك هذه المرة تجاوزت التألق
بما حمله مقالك من جراة وشجاعة وحكمة ورصانة وعمق
أسأل الله أن يوفق الشيخ عايض لمراجعة نفسه، ويقدم طرحا أكثر حصافة وإنصافا
توفيق الجمل
09/05/2019 at 6:30 م[3] Link to this comment
والله شتته عقولنا علمائنا في هذا الوطن الغالي وشمة بناء أعداء الوطن وأقول لهم حسبي الله ونعم والوكيل عليهم ، اللهم ثبت لنا ديننا وأحفظ قيادتنا وبلادنا من كل سوء ٠
Adnan
09/05/2019 at 10:56 م[3] Link to this comment
اللي ايده في الميه مو زي اللي ايده في النار
دعوا الحارثي يقرأ ما كتبه الكتاب مثل عبده خال وغيره في جريده عكاظ الاربعاء الثالث من رمضان ١٤٤٠