أكمل الله لنا دينه وأتم علينا نعمته ورضي لنا الإسلام دينا ببعثة رسوله صلى الله عليه وسلم .
لقد اختار الله رسوله بأن يكون آخر الأنبياء والمرسلين لفضله على سائر الخلق، فأنزل عليه القرآن تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة للمؤمنين .
الإسلام ببزوغ فجره ، وإشراق نوره جمع بين القريب والبعيد والكبير والصغير والغني والفقير كلهم تحت راية العبودية لله تعالى .
عبادتهم لله وتعاملهم فيما بينهم في إطار منهج الكتاب والسنة ، لأن القرآن الكريم المصدر الأساسي للأمة ثم السنة النبوية تاتي لتبين لنا الحياة العملية التطبيقية.
وإنه لمما يوكد لنا عظمة الإسلام وقوته وسلامة أركانه أن الإسلام دين الفطرة بوضوح معالمه القائمة على التيسير دون التعسير والإنفتاح دون الإنغلاق مع البقاء على الثوابت التي لاتزعزعها عواصف الرياح.
والسنة النبوية الشريفة لما كانت هي المرتبة الثانية بعد القرآن تعود الأمة إليها للإسترشاد بهديها لأن ذلك صلاح في الدنيا وفوز في الآخرة.
ومما ورد في السنة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :(إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ).
فكثير من الناس اليوم عند مايريدون تقديم المحبة والتأييد لمن يحبونه يلجأون إلى هذا الحديث للإستشهاد به وليس الأمركذلك، لأن قصر الحديث على أشخاص معدودين في كل مائة سنة واحد منهم ، فهو بعيد جدا ، والحديث لايدل على ذلك ، لأن لفظ (مَن) يراد بها الواحد ، ويراد بها الجماعة .
وعلى هذا فحمل الحديث على الجماعة القائمين بنشر العلم وتجديد الدين أولى من حمله على واحد بعد واحد منهم.
ويؤيد هذا مارواه الترمذي وحسنه عن عمروبن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( إن الدين بدأعريباويرجع غريبا ، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسدالناس من بعدي من سنتي).
فهذا يدل على أن التجديد يكون في جماعة من أهل العلم ، ولاينحصر في واحد بعد واحد منهم.
على هذا نستطيع أن نسأل أنفسنا اليوم ممانراه في مجتمعاتنا من التظاهر بالشعارات الكاذبة والدعايات الباطلة باسم الدين ، هل هذاهو الدين الذي ارتضاه الله لنا؟
الدين الذي ارتضاه الله لنا عبادة لله وتعاملا مع الخلق ( إتق الله حيثما كنت ، واتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن ).
فصاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام بدأ في حديثه بذكر العبادة وشرفها وهي مراقبة الله تعالى والعودة إليه بالتوبة والندم على التفريط في حقه تعالى ، ثم بعد ذلك التعامل مع الخلق بالأخلاق الحسنة من صدق وامانة ووفاء وحلم وتواضع .
فأين هذه الأخلاق مما نحن عليه اليوم من نقض العهود والمواثيق ، وإيذاء الناس بدون سبب ، ومضايقتهم والتنكيل عليهم.
فهدا الحديث ينبغي عند الإستشهادبه التثبت والوقوف على معالمه ، لانه يتحدث عن العلماء العاملين .
بقلم : نورالدين محمد طويل
كاتب رأي